Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 24-26)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ } في الكلام استعارة تبعية في الفعل ، حيث شبهت إلانة الجانب بخفض الجناح ، والجامع الرأفة في كل ، واستعير اسم المشبه به للمشبه ، وإضافة جناح للذل ، من إضافة الموصوف للصفة ، أي جانبك الذليل ، وقد أشار لذلك كله المفسر . قوله : ( أي لرقتك عليهما ) أشار بذلك إلى أن { مِنَ } للتعليل ، والمعنى من أجل الرحمة ، لا خوفاً من العار مثلاً . قوله : { وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا } أي ادع لهما بالرحمة ، ولو في كل يوم وليلة خمس مرات ، ولو كافرين إذا كانا حيين ، لأن من الرحمة أن يهديهما للإِسلام . قوله : { كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } الكاف للتعليل ، أي من أجل أنهما رحماني حين ريباني صغيراً . روي " أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أبوي بلغا مني في الكبر ، أني ألي منهما ما وليا مني في الصغر ، فهل قضيت حقهما ؟ قال : لا ، فإنهما كان يفعلان ذلك وهما يحبان بقاءك ، وأنت تفعل ذلك وأنت تريد موتهما " . قوله : { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ } هذا وعد ووعيد ، والمعنى لا عبرة بادعاء البر باللسان ، فإن الله عالم بالسرائر . قوله : ( طائعين لله ) أي في حق الوالدين . قوله : { فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ } مرتب على محذوف ، والتقدير وفعلتم معهما خلاف الأدب . قوله : ( الرجاعين إلى طاعته ) وقيل هم الذين يذكرون ذنوبهم في الخلاء ثم يستغفرون منها ، وقيل غير ذلك ، وفي الحقيقة الأواب هو التواب . قوله : ( ما بادرة ) البادرة الزلة تقع خطأ . قوله : ( وهم لا يضمرون عقوقاً ) الجملة حالية . قوله : { وَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ } لما قدم حق الله وحق الوالدين ، ذكر حق الأقارب وغيرهما ، وحق المساكين وأبناء السبيل الأجانب ، والخطاب في هذه الآيات ، إما للنبي والمراد هو , امته ، لأن الأصل عدم الخصوصية ، أو للمكلف والأمر للوجوب عند أبي حنيفة ، فعنده يجب على الموسر مواساة أقاربه المحارم ، كالأخ والأخت ، وللندب عند غيره ، ومحل الخلاف في المواساة بالمال بأن ينفق عليهم ، وأما صلتهم بمعنى عدم مقاطعتهم ومعاداتهم ، فواجبه إجماعاً ، كنفقة الأصول والفروع ، والآية شاملة لذلك كله . قوله : ( من البر ) أي الإحسان بالمال ، وقوله : ( والصلة ) أي مطلقاً فهو عطف عام على خاص . قوله : { وَٱلْمِسْكِينَ } المراد به ما يشمل الفقير ، والمعنى وآت المسكين حقه من البر والإحسان على حسب الطاقة ، فإن ذلك من أوصاف المتقين ، قال تعالى : { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ } [ الذاريات : 15 - 16 ] إلى أن قال { وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لَّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ } [ الذاريات : 19 ] . قوله : { وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ } أي الغريب ، وسمي بذلك لأنه ملازم للطريق فكأنه ابن لها . قوله : ( في غير طاعة الله ) أي كالمعاصي والشهوات المستغنى عنها ، بأن يزيد في الإنفاق على المباح ، وهذا مذموم إذا كان المال حلالاً أما إن كان كراماً ، فلا يجوز له الإنفاق منه أصلاً ، بل يجب عليه أن يرده لأربابه .