Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 34-38)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } أي لا تقربوه بحال من الأحوال ، إلا بالخصلة التي هي أحسن من جميع الخصال ، وهي تنميته له ، والأنفاق عليه منه بالمعروف . قوله : { حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ } غاية لقوله : { إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } كأنه قال : فاقربوه بالتي هي أحسن ، إلى أن يبلغ أشده أي رشده ، فإذا بلغ أشده فادفعوا إليه المال ، ولا تصرف لكم فيه بوجه ، وأشد إما مفرد بمعنى القوة ، أو جمع لا واحد له من لفظه ، أو جمع شدة ، أو شد بكسر الشين فيهما ، أو شد بفتحها ، وعلى كل فالمراد به القوة ، بأن يبلغ عاقلاً رشيداً ، وإن كان الأشد في الأصل بلوغ ثلاث وثلاثين سنة . قوله : ( إن عاهدتم الله أو الناس ) أي أو ما عاهدكم الله عليه من التكاليف . قوله : { كَانَ مَسْؤُولاً } ( عنه ) أي هل وفى به صاحبه أم لا ، وقدر المفسر عنه إشارة إلى أن المسؤول صاحب العهد لا نفس العهد ، إذ لا يتأتى سؤاله . قوله : { وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ } خطاب للبائعين ، قال بعضهم : يؤخذ من الآية ، أن أجرة الكيال على البائع ، لأنها من تمام التسليم ، ما لم تشترط أو يجر عرف بأنها على المشترى . قوله : { بِٱلقِسْطَاسِ } بضم القاف وكسرها قراءتان سبعيتان ، ورمي استعملته العرب في لغتهم ، وأجرته مجرى كلامهم في الاعراب ونحوه فصار عربياً . قوله : { ذٰلِكَ } أي المذكور من قوله : { لاَّ تَجْعَل مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ } [ الإسراء : 22 ] إلى هنا ، والمعنى امتثال المأمورات ، واجتناب المنهيات ، خير في الدنيا وأحسن تأويلاً أي عاقبة في الآخرة ، ويحتمل عود اسم الإشارة على خصوص إيفاء الكيل والميزان ، فخيره في الدنيا لما فيه من إقبال المشتري على البائع ، وفي الآخرة بحسن العاقبة . قوله : { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } أي لا تقل رأيت ولم ترَ ، وسمعت ولم تسمع ، وعلمت ولم تعلم . قوله : { كُلُّ أُولـٰئِكَ } أي الحواس الثلاثة . قوله : { كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } أي في الآخرة ، فلا يجوز للإنسان أن يتكلم في غيره بمجرد الظن ، ومن ذلك الفتوى بغير علم ، وشهادة الزور ، وظن السوء بالناس ، وغير ذلك قوله : { مَرَحاً } مصدر مرح كفرح وزنا . ومعنى ؟ قوله : { إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ } أي بكبرك وفخرك ، فلست أعلى من الأرض حتى تدرك حدودها وتبلغ منتهاها . قوله : ( تثقبها ) بالثاء المثلثة والنون . قوله : { طُولاً } تمييز محول عن الفاعل ، أي ولن يبلغ طولك الجبال ، وهذا تهكم على العبد المتكبر ، كأن الله يقول له : شأن المتكبر أن يرى كل شيء أحقر منه ، وأنت ترى كل شيء أعظم منك ، لأنك بمشيك على الأرض لن تخرقها حتى تدركها ، ولن يبلغ طولك الجبال حتى تكون أعلى منها ، فلا يليق منك التكبر . قوله : { كُلُّ ذٰلِكَ } أي المذكور من الخمس والعشرين المذكورة في قوله تعالى { لاَّ تَجْعَل مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ } [ الإسراء : 22 ] إلى قوله : { وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً } . قوله : { كَانَ سَيِّئُهُ } بالتاء والهاء قراءتان سبعيتان ، فعلى الأولى يكون المراد من قوله : { كُلُّ ذٰلِكَ } المنهيات وهي اثنتا عشرة خصلة ، والتأنيث في { سَيِّئُهُ } باعتبار معنى { كُلُّ } وتذكير { مَكْرُوهاً } باعتبار لفظها ، وعلى الثانية يكون المراد جميع ما تقدم من المأمورات والمنهيات ، وقوله : { كَانَ سَيِّئُهُ } أي السيىء منه وهو المنهيات الاثنتا عشرة ، ويكون في الآية اكتفاء ، وكان حسنه محموداً .