Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 39-42)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ذَلِكَ مِمَّآ أَوْحَىٰ } أي ما تقدم من المأمورات والمنهيات بعض ما أوحى إليك . قوله : { وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ } ختم به الأحكام كما ابتدأها ، إشارة إلى أن التوحيد مبدأ الأمور ومنتهاها ، وهو رأس الأشياء وأساسها ، والأعمال بدونه باطلة لا تفيد شيئاً . قوله : { أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم } لما أمر بالتوحيد ونهى عن الاشراك ، اتبعه بذكر التقبيح والتشنيع على من ينسب له الولد ، خصوصاً اخس الأولاد في زعمهم وهي البنات ، فالاستفهام للتوبيخ والتقريع . قوله : ( أخلصكم ) بيان لمعنى الصفاء اللغوي ، يقال : صفاه بمعنى خلصه ، والمعنى اخصكم ربكم بالبنين الذين تدعون انهم اشرف الأولاد ، وجعل لنفسه البنات اللاتي تدعون خستها عن الذكور ، إن هذا الرأي شنيع من وجوه : اولها نسبة الولد من حيث هو لله ، ثانيها نسبة الخسيس له ، ثالثها الحكم على الملائكة الكرام بالأنوثة ، مع أنهم عباد مكرمون ، لا يوصفون بذكورة ولا بأنوثة ، وكل ذلك موجب للخلود في النار . قوله : ( بنات لنفسه ) في بعض النسخ بإسقاط ألف بعد التاء وهي الصحيحة ، لأن من المعلوم أن بنات جمع مؤنث سالم ينصب بالكسرة ، وفي بعض النسخ بثبوتها . ولعلها من سهو الناسخ ، أو مخرجة على لغة قليلة تنصبه بالفتحة . قوله : { قَوْلاً عَظِيماً } أي كبيراً لأن نسبة الولد إليه تستلزم حدوثه ، وهو محال في حقه تعالى . قوله : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا } أي أظهرنا ووضحنا . قوله : ( من الأمثال ) الخ ، بيان للمفعول ، و { مِنَ } زائدة ، والمعنى بينا في هذا القرآن الأمثال والوعد والوعيد . قوله : { إِلاَّ نُفُوراً } أي إعراضاً واستكباراً عن الهدى ، قال البوصيري : @ عجباً للكفار زادوا ضلالاً بالذي فيه للعقول ابتداء @@ قوله : { قُلْ } ( لهم ) أي في الاستدلال على إبطال التعدد ، وإثبات الوحدانية له تعالى . قوله : وَ { كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ } هذا إشارة إلى قياس استثنائي ، يستثنى فيه نقيض التالي لينتج نقيض المقدم ، وقد حذف منه الاستثنائية والنتيجة والأصل ، لكنهم لم يطلبوا طريقاً لقتاله ، فلم يكن معه آلهة ، والمعنى لو فرض أن له شريكاً في الملك ، لنازعه وقاتله واستعلى عليه ، لكنه لم يوجد من هو بهذه المثابة ، فبطل التعدد ، وثبتت الوحدانية والكبرياء له سبحانه وتعالى . قوله : ( ليقاتلوه ) أي على عادة ملوك الدنيا عند تعددهم .