Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 51-54)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ } أي اعتقادكم . والمعنى لو كنتم أشياء يعظم في اعتقادكم قبولها الحياة ، لكونها بعيدة منها ، لأحياكم الله ، إذ القادر لا يعجزه شيء . قوله : { قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمْ } أي يعيدكم الذي فطركم . قوله : ( بل هي أهون ) أي لأن البدء لم يكن على مثال سابق بخلاف الإعادة ، وذلك بالنظر لعقولنا وأفعالنا ، وإلا فالبدء والإعادة بالنسبة إليه تعالى على حد سواء ، فخلق الجبل العظيم عنده مساو لخلق الذرة ، قال تعالى : { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } [ لقمان : 28 ] . قوله : { فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ } يقال نغض الشيء تحرك ، وأنغض رأسه حركه ، كالمتعجب من الشيء . قوله : { أَن يَكُونَ قَرِيباً } هو في محل نصب خبر عسى على أنها ناقصة ، واسمها ضمير يعود على البعث ، أو في محل رفع فاعل بها على أنها تامة . قوله : { يَوْمَ يَدْعُوكُمْ } ظرف لقوله : { قَرِيباً } . قوله : ( على لسان إسرافيل ) هو أحد قولين ، والآخر أن المنادي جبريل ، والنافخ إسرافيل ، وصورة النداء أنه يقول : أيتها العظام البالية ، والأوصال المتقطعة ، واللحوم المتمزقة ، والشعور المتفرقة ، إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء . قوله : ( فتجيبون ) أي تبعثون . قوله : { بِحَمْدِهِ } حال من الواو في تستجيبون ، أي تجيبونه حال كونكم حامدين له على ذلك ، لما قيل : إنهم ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون سبحانك اللهم ولحمدك . قوله : ( بأمره ) تفسير آخر لمعنى الحمد هنا وعليه فالباء سببية . قوله : ( وقيل وله الحمد ) أي لما ورد أنهم يقولون نعم وله الحمد ، وهو إخبار عن جميع الخلق ، مؤمنهم وكافرهم ، فالمؤمنون يحمدون الله شكراً على ما أولاهم من النعم ، والكفار يحمدونه رجاء أن ينفعهم ذلك الشكر ، وهو لا ينفعهم ، وقيل هو في خصوص المؤمنين . قوله : ( في الدنيا ) أي أو في القبور ، لأنهما من جملة عمر الدنيا . قوله : { يَقُولُواْ } مجزوم في جواب الأمر . قوله : { بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ الإسراء : 34 ] . أي ولا يغلظوا عليهم ؛ فإن ذلك داع إلى الشر ، كأن يقولوا لهم : إنكم من أهل النار ومن الأشقياء ، وغير ذلك . قوله : { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ } الخ ، تعليل لمفهوم . قوله : { يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } كأنه قال : ولا يقولوا غيرها مما ينفر النفوس ، لأن الشيطان ، الخ . قوله : { بَيْنَهُمْ } أي بين المؤمنين والمشركين . قوله : ( يفسد ) { بَيْنَهُمْ } أي لأن الاغلاظ عليهم ، ربما يثير العناد ، ويؤدي لزيادة الفساد . قوله : ( هي ) { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ } الخ ، أي وما بينهما اعتراض . والمعنى ربكم أعلم بعاقبة أمركم . قوله : ( بالتوبة والإيمان ) أي بسببهما . قوله : { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } أي وما جعلنا أمرهم موكولاً لك ، بل ليس عليك إلا البلاغ ، فدارهم ومر أصحابك بتحمل أذاهم . قوله : ( وهذا قبل الأمر بالقتال ) أي فهو منسوخ بآية { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ } [ التوبة : 73 ] ومقتضى العلة ، أنه حيث أدى الاغلاظ إلى زيادة الفساد ، وجب تركه في أي زمن .