Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 60-61)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ } إذ ظرف متعلق بمحذوف قدره المفسر بقوله : ( اذكر ) . قوله : ( فهو يعصمك منهم ) أي قتلهم لا من أذاهم فإنه حاصل . قوله : { وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا } المراد الرؤية بالبصر ، واستعمالها بالألف قليل ، والكثير استعمال البصرية بالتاء ، والحلمية بالألف ، وإنما عبر عنها بالألف لوقوعها بالليل ، ولسرعة تقضيها كأنه منام . قوله : { وَٱلشَّجَرَةَ } معطوفة على الرؤيا . قوله : { ٱلْمَلْعُونَةَ } إسناد اللعن لها ، إما حقيقة بالاعتبار أنها مؤذية ومذمومة ومطرودة عن رحمة الله ، لأنها تخرج في أصل الجحيم ، أو مجاز والمراد ملعون آكلوها . قوله : { فِي ٱلقُرْآنِ } الجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة الشجرة ، أي المذكورة في القرآن . قوله : ( وهي الزقوم ) هي أخبث الشجر المر تنبت بتهامة ، وتكون في أصل الجحيم طعام أهل النار . قوله : ( إذ قالوا النار تحرق الشجر ) الخ ، أي فقصدوا بذلك ، إنكار قدرة الله تعالى وإثبات العجز له ، والاستهزاء بقول الرسول ، وهو غفلة منهم عن قدرة الله ، معتمدين على المر العادي ، مع أنه شوهد تخلفه في مثل النعامة ، فإنها تبتلع الجمر والحديد المحمى بالنار ولا يحرقها ، وطير السمندل يتخذ من وبره مناديل ، فإذا اتسخت ألقيت في النار ، فيزول وسخها وتبقى بحالها . قوله : { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمََ } كرر قصة آدم مع إبليس في القرآن مراراً ، لابتناء السعادة والشقاوة عليها ، وإشارة إلى أن السعيد هو من تبع آدم ، والشقي هو من تبع إبليس ، ليحصل ما ترتب على ذلك من النعيم المقيم لأهل السعادة ، والعذاب الأليم لأهل الشقاوة . قوله : { ٱسْجُدُواْ لأَدَمََ } أي بعد أن قال لهم { إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا } [ البقرة : 30 ] قال لهم : { إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [ البقرة : 30 ] ثم علمه أسماء الأشياء كلها ، ثم عرض الله على الملائكة المسميات ؛ وأمر آدم أن يقول للملائكة : أنبئوني بأسماء هؤلاء ، قالوا : لا علم لنا إلا ما علمتنا ، قال الله : يا آدم أنبئهم بأسمائهم ، فلما أنبأهم بأسمائهم صار شيخاً لهم ، فوجب تعظيمه واحترامه ، فأمروا بالسجود له ، وفاء ببعض حقوقه عليهم . قوله : ( سجود تحية بالانحناء ) دفع بذلك ما يقال : إن السجود لغير الله كفر ، والملائكة بريئون منه ، ويدفع أيضاً بأن السجود لآدم حقيقة بوضع الجبهة ، وآدم كالقبلة كالمصلين للكعبة ، وأيضاً محل كون السجود لغير الله كفراً ، ما لم يكن الآمر به هو الله ، وإلا فيجب امتثاله ، وقد تقدم ذلك . قوله : { فَسَجَدُواْ } أي الملائكة جميعاً . قوله : { إَلاَّ إِبْلِيسَ } أي امتنع من السجود قولاً وفعلاً . قوله : { قَالَ أَأَسْجُدُ } إلخ ، الاستفهام إنكاري فهو بمعنى النفي .