Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 88-92)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنْسُ وَٱلْجِنُّ } اللام موطئة لقسم محذوف ، وجوابه قوله : { لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ } ولم يقل والملائكة ، مع أنه معجز لهم أيضاً ، لأنهم مسلمون منقادون ، فلا يحتاج للرد عليهم . قوله : { لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ } أي لأنه خارج عن طوق البشر ، لأن الكلام على حسب علم المتلكم ، وهو قد أحاط بكل شيء علماً ، وقوله : { بِمِثْلِهِ } أي كلا أو بعضاً ، قال بعضهم : إن أقل الإعجاز يقع بآية ، قال البوصيري : @ أعجز الجن آية منه والإنس فهلا تأتي به البلغاء @@ وقال بعضهم : إن أقل الإعجاز يكون بأقصر سورة ، لأنه لم يكن في القرآن آية مفردة ، بل الآية تستلزم مناسبة لما قبلها وما بعدها ، فتكون ثلاث آيات . قوله : { وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ } الخ ، عطف على محذوف تقديره : لا يأتون بمثله ، ولو لم يكن بعضهم لبعض ظهيراً ، ولو كان الخ ( قوله نزل رداً ) الخ مرتبط بما قبله . قوله : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا } أي كررنا وأظهرنا ، ومن زائدة في المفعول ، أي صرفنا للناس كل مثل ، والمثل المعنى الغريب . قوله : { فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ } أي امتنعوا . قوله : ( جحوداً للحق ) الجحود الإنكار مع العلم والمعاندة ، فهو أخص من مطلق إنكار . قوله : { وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ } الخ ، لما أقام الحجة عليهم ولم يستطيعوا ردها ، أخذوا يطلبون أشياء على وجه العناد فقالوا { لَن نُّؤْمِنَ لَكَ } الخ ، روى عكرمة عن ابن عباس ، " أن نفراً من قريش اجتمعوا بعد غروب الشمس عند الكعبة ، وطلبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءهم ، فقالوا : يا محمد ، إن كنت جئت بهذا الحديث ، يعنون القرآن ، تطلب به مالاً ، جمعنا لك من أموالنا ، حتى تكون أكثرنا مالاً ، وإن كنت تريد الشرف سودناك علينا ؛ وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا ، وإن كان هذا الذي بك رئياً من الجن تراه قد غلب عليك لا تستطيع رده ، بذلنا لك أموالنا في طلب الطب حتى نبرئك منه ، وكانوا يسمون التابع من الجن رئياً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بي شيء مما تقولون ، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً ، وأنزل علي كتاباً ، وأمرني أن أكون بشيراً ونذيراً ، فبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ، فإن تقبلوا مني ، فهو حظكم من الدنيا والآخرة ، وإن تردوه عليّ ، أصبر لأمر الله عز وجل ، حتى يحكم الله بيني وبينكم ، فقالوا : يا محمد ، إن كنت صادقاً فيما تقول ، فسل لنا ربك الذي بعثك فليسير عنا هذا الجبل الذي قد ضيق علينا ، ويبسط لنا بلاداً ، ويفجر لنا فيها الأنهار " ، إلى آخر ما قص الله عنهم . قوله : { حَتَّىٰ تَفْجُرَ } بضم التاء وفتح الفاء وتشديد الجيم مكسورة ، وبفتح التاء وضم الجيم مخففة ، قراءتان سبعيتان هنا فقط ، وأما قوله فتفجر ، فبالقراءة الأولى لا غير . قوله : { يَنْبُوعاً } أي عيناً لا يغور ماؤها ولا يذهب . قوله : { جَنَّةٌ } أي بستان . قوله : { كَمَا زَعَمْتَ } أي قلت : إن نشأ نخسف بهم الأرض ، أو نسقط عليهم كسفاً من السماء . قوله : { كِسَفاً } بسكون السين وفتحها ، قراءتان سبعيتان . قوله : { قَبِيلاً } حال من الله والملائكة ، أي حال كونهم مرئيين لنا .