Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 6-8)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ } الخ ، لعل تأتي للترجي وللإشفاق وكل ليس مقصوداً هنا ، بل المراد هنا النهي ، والمعنى لا تبخع نفسك ، أي لا تهلكها من أجل أسفك وغمك على عدم إيمانهم . قوله : ( بعدم ) تفسير لآثارهم ، أي فالآثار جمع أثر ، والمراد منه البعدية . قوله : { إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ } شرط حذف جوابه للدلالة ما قبله عليه ، والتقدير فلا تهلك ، والمقصود منه تسلية النبي صلى الله عليه وسلم ، والمعنى لا تحزن على عدم إيمانهم حزناً يؤدي لإهلاك نفسك ، وأما أصل الحزن والغم ، فهو شرط في الإيمان لا ينهى عنه ، لأن الرضا وشرح الصدر بالكفر كفر . قوله : ( لحرصك ) علة للعلة . قوله : ( ونصبه على المفعول ) أي والعامل فيه باخع . قوله : { إِنَّا جَعَلْنَا } كالتعليل لما قبله ، فهو من جملة تسليته صلى الله عليه وسلم ، وجعل إن كانت بمعنى صير ، فزينة مفعول ثان ، وإن كانت بمعنى خلق ، فزينة حال أو مفعول لأجله ، وعلى كل فقوله : { مَا عَلَى ٱلأَرْضِ } مفعول . قوله : ( وغير ذلك ) أي من باقي النعم التي خلقها الله للعباد ، كالذهب والفضة والمعادن . قوله : { زِينَةً لَّهَا } أي يتزين بها ويتنعم ، قال تعالى : { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ مِنَ ٱلنِّسَاءِ وَٱلْبَنِينَ وَٱلْقَنَاطِيرِ ٱلْمُقَنْطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ } [ آل عمران : 14 ] الآية . قوله : ( لنختبر الناس ) أي نعاملهم معاملة المختبر . قوله : ( ناظرين إلى ذلك ) حال من الناس ، أي لنختبر الناس في حال نظرهم إلى الزينة . قوله : { أَيُّهُم } مبتدأ ، و { أَحْسَنُ } خبر و { عَمَلاً } تمييز ، والجملة في محل نصب ، سدت مسد مفعولي نبلو . قوله : ( أي أزهد له ) تفسير لقوله : { أَحْسَنُ } ، والمعنى نميز بين حسن العمل وسيئه بتلك الزينة ، فمن زهدها كان من أهل الحسن ، ومن رغب فيها كان بضد ذلك فتدبر . قوله : { لَجَاعِلُونَ } أي مصيرون ، و { صَعِيداً } مفعول ثان . قوله : ( فتاتاً ) بضم الفاء مصدر كالحطام والرفات أي تراباً . قوله : { جُرُزاً } نعت لصعيداً ، والمعنى إنا لنعبد ما على وجه الأرض من الزينة ، تراباً مستوياً بالأرض ، كصعيد أملس لا نبات به . إن قلت : إن قوله : { مَا عَلَيْهَا } صريح في أن الأرض تستمر ، فيكون منافياً لقوله في الآية الأخرى { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ } [ ابراهيم : 48 ] أجيب : بأنه خص ما على الأرض من الزينة ، لأنه الذي به الغرور والفتنة .