Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 32-32)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱضْرِبْ لهُمْ مَّثَلاً } قيل نزلت في أخوين من أهل مكة من بني مخزوم وهما : أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسود وكان مؤمناً ، وأخوه الأسود بن عبد الأسود وكان كافراً ، فشبههما الله برجلين من بني إسرائيل أخوين ، أحدهما مؤمن واسمه يهوذا وقيل تمليخا ، والآخر كافر واسمه قبطوس ، وهما اللذان وصفهما الله في سورة الصافات بقوله : { قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ } [ الصافا : 51 ] الآيات ، وكانت قصتهما على ما ذكر عطاء الخراساني قال : كان رجلان شريكان ، لهما ثمانية آلاف دينار ، وقيل كانا أخوين ورثا من أبيهما ثمانية آلاف دينار فاقتسماها ، فاشترى أحدهما أرضاً بألف دينار ، فقال صحابه : أللهم إن فلاناً قد اشترى أرضاً بألف دينار ، وأنا أشتري منك أرضاً في الجنة بألف دينار ، فتصدق بها ، ثم إن صاحبه بنى داراً بألف دينار ، فقال هذا : اللهم إن فلاناً بنى داراً بألف دينار ، وإني اشتريت منك داراً في الجنة بألف دينار ، فتصدق بها ، ثم إن صاحبه تزوج امرأة وأنفق عليها ألف دينار ، فقال هذا : أللهم إني أخطب إليك امرأة من نساء الجنة بألف دينار ، فتصدق بها ، ثم إن صحابه اشترى خدماً ومتاعاً بألف دينار ، فقال هذا : اللهم إني أشتري منك خدماً ومتاعاً في الجنة بألف دينار ، فتصدق بها ، ثم أصابته حاجة شديدة فقال : لو أتيت صاحبي لعله ينالني منه معروف ، فجلس على طريق حتى مر به في خدمه وحشمه فقام إليه ، فنظره صاحبه فعرفه ، فقال : فلان ؟ قال : نعم ، قال : ما شأنك ؟ قال : أصابتني حاجة بعدك ، فأتيتك لتعينني بخير ، قال : فما فعل بمالك ، وقد اقتسمنا مالاً وأخذت شطره ؟ فقص عليه قصته فقال : وإنك لمن المصدقين بهذا ؟ اذهب فلا أعطيك شيئاً فطرده ، فقضي عليهما فتوفيا فنزل فيهما { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } [ الصافات : 50 ] الخ ، وليس هذا مخصوصاً بأبي سلمة وأخيه ، بل هو مثل لكل من أقبل على الله وترك زينة الدنيا ، ومن اغتر بالدنيا وزينتها ، وترك الإقبال على الله ، قوله : ( بدل ) أي ويصح أن يكون مفعولاً ثانياً لأن ضرب مع المثل يجوز أن يتعدى لاثنين . قوله : { وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ } أي جعلنا النخل حولهما ومحيطاً بكل منهما . قوله : { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً } أي ليكون جامعاً للأقوات والفواكة . قوله : ( مفرد ) أي باعتبار لفظه ، وقوله : ( يدل على التثنية ) أي باعتبار معناه ، فاعتبر اللفظ تارة فأفرد . والمعنى أخرى فثنى . قوله : ( مبتدأ ) أي وهو مرفوع بضمة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ، منع من ظهورها التعذر .