Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 79-81)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ } شروع في وفاء ما وعد الخضر به موسى ، على سبيل اللف والنشر المرتب ، والسفينة تجمع على سفين وسفائن ، ويجمع السفين على سفن بضمتين مأخوذة من السفن ، كأنها تسفن الماء أي تقشره ، وصاحبها سفان . قوله : { لِمَسَاكِينَ } ( عشرة ) أي وكانوا إخوة ورثوها عن أبيهم ، خمسة زمنى ، وخمسة يعملون في البحر ، وقيل بكل واحد زمانه ليست بالآخر ، فأما العمال منهم : فأحدهم مجذوم ، والثاني أعور ، والثالث أعرج ، والرابع آدر ، والخامس محموم لا تنقطع عنه الحمى الدهر كله وهو أصغرهم . والخمسة الذين لا يطيقون العمل : أعمى ، وأصم ، وأخرس ، ومقعد ، ومجنون ، وكان البحر الذين يعملون فيه ، ما بين فاس إلى الروم . قوله : { فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا } أي فإذا رآها الملك معيبة تركها ، فإذا جاوزوه أصلحوها وانتفعوا بها . قوله : { وَكَانَ وَرَآءَهُم } الجملة حالية على إضمار قد . قوله : ( إذ رجعوا ) من المعلوم أنه إذا كان وراءهم وقت رجوعهم . فبالضرورة يكون في حال توجههم أمامهم ، فقد اتحد هذا القول مع ما بعده . وقد يجاب : بأن قوله : { وَكَانَ وَرَآءَهُم } أي في حال توجههم ، لكنهم في حال رجوعهم يمرون عليه . وحينئذ فلا يكون أمامهم الآن ، أي ووراء بمعنى أمام ، قال تعالى : { مِّن وَرَآئِهِمْ جَهَنَّمُ } [ الجاثية : 10 ] قوله : { مَّلِكٌ } ( كافر ) أي وكان ملك غسان واسمه جيسور . قوله : ( صالحة ) أي صحيحة . قوله : { فَخَشِينَآ } أي أن الله أعلم الخضر بوقوع ذلك من الغلام إن لم يقتله . قوله : { أَن يُرْهِقَهُمَا } أي يكلفهما ويوقعهما في الكفر . قوله : ( طبع كافراً ) أي خلق مجبولاً على الكفر ، وحينئذ فيكون مستثنى من حديث " كل مولود يولد على فطرة الإسلام " . قوله : ( لمحبتهما له ) علة لإيقاعه لهما في الكفر . قوله : ( بالتشديد والتخفيف ) قراءتان سبعيتان . قوله : { خَيْراً مِّنْهُ } اسم التفضيل ليس على بابه ، إذ لم يكن في الغلام خير أو على بابه باعتبار زعمهما . قوله : { زَكَـاةً } تمييز ، وكذا قوله : { رُحْماً } . قوله : ( جارية ) أي بنتاً . قوله : ( فولدت نبياً ) وقيل اثني عشر نبياً ، وقيل ولدت سبعين نبياً ، وما فعله الخضر من قتل الغلام ، إنما هو جار على شرعه لا على شرعنا ، فإنه لا يجوز قتل الصبيان الكفار ، إلا أن يقاتلوا بالسلاح في الحرب ، ولو اطلع شخص على ما اطلع عليه الخضر ، فلا يجوز له قتل الغلمان ، وقد أرسل بعض الخوارج لابن عياض يسأله : كيف قتل الخضر الغلام الصغير ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل أولاد الكفار ، فضلاً عن أولاد المؤمنين ؟ فكتب إليه على سبيل المجاراة والتسليم لدعواه : إن علمت من حال الولدان أن ما علمه علم موسى فلك أن تقتلهم . وروي أن موسى لما قال للخضر : { أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً } [ الكهف : 74 ] الآية ؟ غضب الخضر ، واقتلع كتف الصبي الأيسر وقشر اللحم عنه ، وإذا فيه مكتوب : كافر لا يؤمن بالله أبداً .