Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 93-98)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَوْماً } أي وهم الترك والروم . قوله : { لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً } أي لغرابة لغتهم وبطء فهمهم . قوله : ( وفي القراءة ) أي وهما سبعيتان ، والمعنى لا يفهمون غيرهم لشدة عجمتهم ، فكلامهم مغلق . قوله : { قَالُواْ } أي قال مترجمهم ، لأنهم من أولاد يافت بن نوح ، وذو القرنين من أولاد سام ، فلا يفهم لغتهم ، وإنما كان لهم مترجم يفهم كلاً من اللغتين ، وقيل خاطبوه بأنفسهم وفهم لغتهم ، كرامة لما تقدم أن الله جعل له فهماً يفقه به كل شيء وهو الأقرب . قال أهل التواريخ : أولاد نوح ثلاثة : سام وحام ويافث ، فسام : أبو العجم والعرب والروم . وحام : أبو الحبشة والزنج والنوبة . ويافث : أبو الترك والبربر وصقالبة ويأجوج ومأجوج . قال ابن عباس : هم عشرة أجزاء ، ولد آدم كلهم جزء . قوله : { إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ } روي أن كلاً من الجبلين اشتمل على أربعة آلاف أمة ، لا يموت الواحد منهم ، حتى ينتظر ألف ذكر من صلبه ، كلهم قد حمل السلاح ، وهم أصناف : صنف منهم طوله عشرون ومائة ذراع في السماء ، وصنف منهم طولهم وعرضه سواء عشرون ومائة ذراع ، وصنف منهم يفترش أحدهم إحدى إذنيه ويلتحف بالأخرى ، لا يمرون بفعيل ولا وحيش ولا خنزير إلا أكلوه ، ومن مات منهم أكلوه ، والجميع كفار ، دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان ليلة الإسراء فلم يجيبوا . قوله : ( بالهمز وتركه ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( أعجميان ) أي لا اشتقاق لهما ، ومنعا من الصرف للعملية والعجمة . قوله : ( بالنهب والبغي ) فكانوا يخرجون أيام الربيع إلى أرضهم ، فلا يدعون فيها شيئاً أخضر إلا أكلوه ، ولا يابساً إلا احتملوه وأدخلوه أرضهم . قوله : ( عند خروجهم ) أي من هذه الفتحة . قوله : ( وفي قراءة خراجاً ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( وفي قراءة بنونين ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( غيره ) أي كالملك . قوله : ( وأجعل لكم السد تبرعاً ) روي أنه قال لهم : أعدوا لي الصخر والحديد والنحاس حتى أعلم علمهم ، فانطلق حتى توسط بلادهم ، فوجد طول الواحد منهم ، مثل نصف الرجل المربوع منا ، لهم مخاليب وأضراس كالسباع ، ولهم شعر يواري أجسادهم ، ويتقون به من الحر والبرد ، ولكل واحد منهم أذنان عظيمتان ، يفترش إحداهما ، ويلتحف بالأخرى ، يصيف في واحدة ، ويشتي في الأخرى ، يتسافدون تسافد البهائم ، فلما عاين ذو القرنين ذلك ، اهتم بالسد ، فبنى الجدار على الماء بالصخر والحديد والنحاس المذاب ، فلما وصل إلى ظاهر الأرض ، بنى بقطع الحديد ، وأفرغ عليه النحاس المذاب ، ولا يشكل هذا على ما تقدم من أنهم أصناف ، لأنه رأى صنفاً من الأصناف . قوله : { آتُونِي } بفتح الهمزة وكسرها مع المد ، فيهما قراءتان سبعيتان ، فزبر على الفتح منصوب على المفعولية ، وعلى الكسر منصوب بنزع الخافض . قوله : { زُبَرَ ٱلْحَدِيدِ } جمع زبرة كغرف وغرفة . قوله : ( بضم الحرفين ) الخ ، أي فالقراءات السبعية ثلاث . قوله : ( بالبناء ) متعلق بساوى . قوله : ( ووضع المنافخ ) جمع منفخ كمنبر ، ويقال منفاخ كفمتاح ، ويجمع على منافيخ . قوله : ( فنفخوا ) أي وهذه كرامة لذي القرنين ، حيث منع الله حرارة النار على العملة الذين ينفخون ويفرغون النحاس ، مع أنه أصعب من النار مع قربهم من ذلك . قوله : ( وحذف من الأول ) أي وهو وضميره لأنه فضلة ، والأصل آتوني قطراً أفرغ عليه قطراً . قوله : ( بين زبره ) أي مكان الحطب والفحم الذي كان بينها ، فلما أكلته النار ، بقي ما بينهما خالياً ، فأفرغ فيه النحاس المذاب فامتزج بالحديد . قوله : ( لارتفاعه ) أي فكان ارتفاعه مائتي ذراع . قوله : ( وملاسته ) أي فكان لا يثبت عليه قدم ولا غيره . قوله : { وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً } أي خرقاً فالفعل . كما يشهد له ما روى الشيخان عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنهم يحفرونه كل يوم ، حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليه : ارجعوا فستحفرونه غداً ، قال : فيعيد الله كأشد مما كان ، حتى إذا بلغ مدتهم ، وأراد الله أن يبعثهم إلى الناس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غداً إن شاء الله ، قال فيرجعون فيجدونه على هيئته حين تركوه فيخرقونه ، فيخرجون منه إلى الناس فيستسقون المياه وتنفر الناس منهم " . قوله : { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي } أي وقت وعده . قوله : ( بخروجهم ) أي فيخرجون على الناس فينفرون منهم ، فيرمون بسهام إلى السماء ، فترجع مخضبة بالدماء ، فيقولون : قهرنا من في الأرض ومن في السماء ، فيزدادون قوة وقسوة . قوله : ( قال تعالى ) أشار بذلك إلى أن كلام ذي القرنين تم عند قوله : { حَقّاً } هذا من كلام الله .