Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 16-19)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مَرْيَمَ } أي قصة ولادتها لعيسى وحملها به ، فإنها من الآيات الكبرى ، وتقدم أن معنى مريم العابدة خادمة الرب . قوله : ( القرآن ) أشار بذلك إلى أن أل في الكتاب للعهد . قوله : { إِذِ ٱنتَبَذَتْ } ظرف لمحذوف قدره المفسر بقوله : ( أي خبرها ) وهو بدل اشتمال ، وليس المراد خصوص الخبر الواقع في وقت الانتباذ ، بل هو وما بعده إلى آخر القصة . قوله : ( أي اعتزلت في مكان ) أشار بذلك إلى أن مكان منصوب على الظرفية ، ويصح أن يكون مفعولاً به ؛ على أن معنى { ٱنتَبَذَتْ } أتت مكاناً . قوله : ( من الدار ) أي دار زوج خالتها ، وهو زكريا القيم عليها ، وفي بعض النسخ أو شرق بيت المقدس ، أي فقوله في الآية : { شَرْقِياً } يحتمل أن يكون شرقياً من دارها ، أو من بيت المقدس . قوله : ( أو تغتسل من حيضها ) أي لأنها كانت تتحول من المسجد إلى بيت خالتها إذا حاضت ، وتعود إليه إذا طهرت ، وقد حاضت قبل حملها بعيسى مرتين . قوله : { رُوحَنَا } سمي بذلك لأن الله أحيا به القلوب والأديان ، كما أن الروح به حياة الأجساد ، أو كناية عن محبة الله له ، كما يقول الإنسان لمن يحبه أنت روحي . قوله : { فَتَمَثَّلَ لَهَا } اختلف في كيفية تمثل الملك في غير صورته الأصلية ، هل تنعدم بقية أجزائه الزائدة أو تنفصل ، مع كونها باقية ، أو لا تنفصل ؟ وإنما تخفى عن الرائي ، وهو الذي ندين الله به ، لأن لهم قدرة على التشكيلات بالصور الجميلة ولا تحكم عليهم . قوله : ( بعد لبسها ثيابها ) جواب عما يقال : إن الملك لا يدخل على امرأة مكشوفة الرأس ، فضلاً عن كونها مكشوفة البدن ، فيكف أتى مريم وهي تغتسل ؟ فأجاب المفسر : بأنه إنما تمثل لها بعد أن لبست ثيابها . قوله : { بَشَراً سَوِيّاً } أي بصورة شاب أمرد معتدل الخلقة لتأنس بكلامه ، ولعله يهيج شهوتها ، فتنحدر نطفتها إلى رحمها ، ولا يقال إن النظر المهيج للشهوة حرام ، لأن ذلك إذا كان مع اختيار ، وأما الميل الطبيعي فلا يؤاخذ به الإنسان . قوله : { بِٱلرَّحْمَـٰنِ } خصته بالذكر ليرحم ضعفها وعجزها عن دفعه ، لعدم المغيث لها من الخلق . قوله : { إِن كُنتَ تَقِيّاً } أي عاملاً بمقتضى تقواك وإيمانك . قوله : ( فتنتهي عني ) هو جواب الشرط ، وقدره فعلاً مضارعاً مقروناً بالفاء ، فهو على تقدير المبتدأ ، ليكون الجواب جملة اسمية ، حتى يسوغ اقترانه بالفاء ، أي فأنت تنتهي عني . قوله : { رَسُولُ رَبِّكِ } أي جبريل ، وقولهم إن الوحي لم ينزل على امرأة قط أي برسالة ، وأما بغيرها فلا مانع منه . قوله : { لأَهَبَ لَكِ } بالياء والهمزة قراءتان سبعيتان ، فعلى الأولى الإسناد لله ، وعلى الثانية الإسناد لجبريل ، لكونه سبباً فيه . قوله : { غُلاَماً زَكِيّاً } يه مجاز الأول ، لأنه حينئذ لم يكن غلاماً .