Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 20-22)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : ( بتزوج ) دفع به ما يقال إن قولها { لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ } يدخل تحته { وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً } فأجاب : بأن المس عبارة عن النكاح في الحلال ، والزنا ليس كذلك ، بل يقال فجر بها وما أشبه . قوله : { بَغِيّاً } لم يقل بغية لأن بغياً غالب في النساء ، فأجروه إجراء حائض وطامث وعاقر ، أو يقال إن أصله بغوياً بوزن فعول ، اجتمعت الواو والياء ، وسبقت أحداهما بالسكون ، قلبت الواو ياء ، وأدغمت في الياء ، وكسرت الغين لتصح الياء ، وحيث كان بزنة فعول فلا تلحقه التاء ، كما قال ابن مالك : @ وَلاَ تَلِي فَارِقة فَعولا أَصْلاً وَلاَ المفعَال وَالمفعِيلاَ @@ وهذا ليس استبعاداً منها لقدرة الله ، وإنما هو تعجب من مخالفة العادة . قوله : ( الأمر ) قدره إشارة إلى أن كذلك خبر لمحذوف . قوله : { قَالَ رَبُّكِ } بمنزلة العلة كأنه قيل : الأمر كذلك لأنه علينا هين ولنجعله الخ . قوله : ( على قدرتنا ) أي كمال قدرتنا على أنواع الخلق ، فإنه تعالى خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى ، وخلق حواء من ذكر بلا انثى ، وخلق عيسى من إنثى بلا ذكر ، وخلق بقية الخلق من ذكر وأنثى . قوله : { أَمْراً مَّقْضِيّاً } أي لا يتغير ولا يتبدل . قوله : ( فنفخ جبريل ) أي نفخة وصلت إلى فرجها ودخلت منه جوفها ، وليس المراد أنه نفخ في فرجها مباشرة . قوله : ( درعها ) أي قميصها . قوله : { مَكَاناً قَصِيّاً } أي بعيداً من أهلها ، وهو بيت لحم ، فراراً من تعيير قومها بولادتها من غير زوج .