Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 45-48)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ } أي في المستقبل إن لم ترجع ، وإنما عبر بالخوف ، لأنه لم يكن قاطعاً بموته على الكفر ، بل كان مترجياً إيمانه ، وقيل المراد بالخوف العلم والأقرب الأول ، لأنه لو علم عدم هدايته ما خاطبته بهذا الخطاب اللطيف . قوله : ( ناصراً وقريناً ) المناسب الاقتصار على تفسيره بالقرين ، لأنه بعد الدخول في العذاب ، لا يتأتى معاونة ولا مناصرة . قوله : { أَرَاغِبٌ } مبتدأ و { أَنتَ } فاعل سد مسد الخبر ، وسوغه اعتماده على الاستفهام ، وهو أولى من جعله خبراً مقدماً ، و { أَنتَ } مبتدأ مؤخر لأنه يلزم عليه الفصل بين العامل وهو { أَرَاغِبٌ } والمعمول وهو { عَنْ آلِهَتِي } بأجنبي وهو أنت ، لأن المبتدأ غير المعمول للخبر . قوله : { لَئِن لَّمْ تَنتَهِ } الخ قابل التعطف واللطافة في الخطاب بالفظاظة والغلظة ، فناداه باسمه وصدر كلامه الإنكار وهدده بقوله : { لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ } . وكل إناء بالذي فيه ينضح . قوله : ( بالحجارة ) أي حتى تموت أو تخلي سبيلي . قوله : ( أو الكلام القبيح ) أي الشتم والذم . قوله : ( فاحذرني ) قدره إشارة إلى أن قوله ، { وَٱهْجُرْنِي } معطوف على محذوف ليحصل التناسب بين المعطوف والمعطوف عليه ، فإن جملة { ٱهْجُرْنِي } إنشائية ، وجملة { لَئِن لَّمْ تَنتَهِ } الخ خبرية ، ولا يصح عطف الإنشاء على الخبر . قوله : { مَلِيّاً } إما منصوب على الظرفية ، وإليه يشير المفسر بقوله : ( دهراً طويلاً ) أو على الحال من فاعل اهجرني ، أي اعتزلني سالماً لا يصيبك مني مضرة . قوله : ( أي لا أصيبك بمكروه ) أي فهو سلام متاركة ومقاطعة . قوله : { سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ } أي أطلب غفرانه لك ، المترتب على هدايتك وإسلامك . قوله : { حَفِيّاً } أي مبالغاً في إكرامي ، واللطف بي ، والاعتناء بشأني ، ويطلق الخفي على المستقصي في السؤال ، ومنه قوله تعالى : { كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا } [ الأعراف : 187 ] . قوله : ( وهذا قبل أن يتبين له أنه عدو لله ) هذا جواب عما يقال : كيف يجوز الاستغفار للكفار ؟ فأجاب : بأنه استغفر له قبل علمه أنه عدو لله ، فلما علم ذلك تبرأ منه ، وبهذا تعلم أنه يجوز الدعاء بالمغفرة للكافر ، إن قصد بها هدايته وإسلامه ، فإن قطع بكفره فلا يجوز . قوله : { وَأَعْتَزِلُكُمْ } أي ارتحل من أرضكم وبلادكم ، وقد فعل ذلك . قوله : ( بأن ذهب ) أي من باب العراق إلى الأرض المقدسة . قوله : ( يأنس بهما ) استفيد منه أنه رأى يعقوب وهو كذلك ، لما تقدم أنه بشر بإسحاق ، ومن وراء إسحاق يعقوب ، وقد عاش إبراهيم مائة وخمساً وسبعين سنة ، وبينه وبين آدم ألفا سنة ، وبينه وبين نوح ألف سنة .