Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 58-63)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أُولَـٰئِكَ } اسم الإشارة عائد على الأنبياء المذكورين في هذه السورة وهم عشرة ، أولهم زكرياً وآخرهم إدريس كما تقدم . قوله : ( صفة له ) أي لاسم الإشارة ، أي أولئك الموصوفون بإنعام الله عليهم ، وذلك أن الله لما وصف كلاً من الأنبياء بأوصاف تخصه أولاً ، ذكر ثانياً لهم صفة تعمهم . قوله : ( بيان لهم ) أي للمنعم عليهم . قوله : ( أي إدريس ) تفسير للذرية ، أي إن إدريس من ذرية آدم ، لأنه تقدم أنه ابن شيث بن آدم . قوله : { وَمِمَّنْ حَمَلْنَا } أي ومن ذرية من حملنا . قوله : ( أي إبراهيم ) تفسير لبعض ذرية من حمل مع نوح ، لأن من حمل معه أولاده الثلاثة ، وإبراهيم من ذرية أحدهم وهو سام ، لكن بوسائط ، فإن بين إبراهيم ونوح عشرة قرون . قوله : ( وعيسى ) أي فأولاد البنات من الذرية ، والحاصل أن من ذرية آدم لصلبه إدريس ، ومن ذرية نوح بوسائط إبراهيم ومن ذريته إسماعيل وإسحاق ويعقوب ومن ذرية يعقوب موسى وهارون ويحيى وعيسى . قوله : { وَمِمَّنْ هَدَيْنَا } عطف على { مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ } زيادة في تمجيدهم . قوله : { خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً } أي أن الأنبياء إذا سمعوا آيات الله التي خصهم بها في الكتب المنزلة عليهم ، سجدوا وبكوا خضوعاً وخشوعاً . قوله : ( وباك ) أي على غير قياس ، وقياسه بكاة كقاض وقضاة . قوله : ( فكونوا مثلهم ) أي في السجود والخشوع والخضوع والبكاء عند تلاوة القرآن كما في الحديث : " اتلوا القرآن وابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا " . قوله : { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ } أي وجد من بعد النبيين . قوله : { خَلْفٌ } هو بالسكون في الشر ، وبالفتح في الخير ، يقال خلف سوء وخلف صدق . قوله : ( هو واد في جهنم ) أي تستعيذ من حره أوديتها . قوله : { إِلاَّ مَن تَابَ } قدر المفسر لكن إشارة إلى أن الاستثناء منقطع ، لأن المستثنى المؤمنون والمستثنى منه الكفار . قوله : ( بدل من الجنة ) قال بعضهم : إنه يدل كل من بعض ، لأن الجنة بعض الجنات ، ورد بأن أل في الجنة جنسية ، فهو بدل كل من كل . قوله : ( أي غائبين عنها ) أي غير مشاهدين لها ، لأن الوعد حاصل في الدنيا ، ومن فيها لا يشاهد الجنة . قوله : ( أي موعوده ) أي الذي وعد به من الجنة وغيرها له . قوله : ( بمعنى آتياً ) أي فاسم المفعول بمعنى اسم الفاعل . قوله : ( أو موعوده ) الخ أشار لتفسير آخر ، وعليه فاسم المفعول باق على ما هو عليه ، وحينئذ فيكون المراد بالموعود خصوص الجنة . قوله : { لَغْواً } هو الكلام الزائد المستغنى عنه . قوله : ( لكن يسمعون ) { سَلاَماً } أشار بذلك إلى أن الاستثناء منقطع ، لأن السلام ليس من جنس اللغو . قوله : ( وليس في الجنة نهار ولا ليل ) وإنما يعرفون الليل ، بارخاء الحجب وغلق الأبواب ، والنهار بفتحها ورفع الحجب كما روي ، وليس معرفة الليل للاستراحة فيه والنوم ، إذ لا نوم ولا تعب فيها ، بل ذلك على عادة الملوك في الدنيا ، من تهيئة تحف في الصباح والمساء ليتم نظامهم . قوله : { تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ } إسم الإشارة عائد على الجنة في قوله : { فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً } وأتى باسم الإشارة البعيد ، إشارة لعلو رتبتها ورفيع منزلتها . قوله : { نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا } عبر بالميراث إشارة إلى أنهم يعطونها عطاء لا يرد ولا يبطل ، كالميراث . قوله : { مَن كَانَ تَقِيّاً } أي سعيداً ، وهو من مات على كلمة الإخلاص ، ولو مصراً على الكبائر فمآله للجنة ، وإن أدخل النار وعذب فيها بقدر جرمه ، لأن الجنة جعلت مسكناً للموحدين ، والنار جعلت مسكناً للمشركين ، ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى في سورة فاطر : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } [ فاطر : 32 ] إلى أن قال : { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا } [ فاطر : 33 ] . وقوله صلى الله عليه وسلم : " من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ، وإن زنى وإن سرق وإن شرب الخمر " ولكن الجنة مراتب ودرجات ، على حسب التفاوت في الأعمال الصالحة . قوله : ( بطاعته ) أي ولا بمجرد الإسلام . قوله : ( ونزل لما تأخر الوحي ) أي حين سأله اليهود ، عن الروح وأصحاب الكهف وذي القرنين ، فقال : أخبركم غداً ، ولم يقل إن شاء الله ، فتأخر الوحي حتى شق على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم نزل بعد أربعين يوماً ، وقيل خمسة عشر ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبطأت علي حتى ساءني واشتقت إليك ، فقال جبريل : إني كنت أشوق ، ولكني عبد مأمور ، إذا بعثت نزلت ، وإذا حبست احتبست . قوله : ( أكثر مما تزورنا ) هذا عتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل ، كأنه قال له : إن شوقي إليك في ازدياد ، فكان الرجاء فيك الزيارة لا الهجر .