Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 64-65)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ } هذا على لسان جبريل ، أمره الله تعالى بذلك اعتذاراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجواباً لسؤاله المذكور ، والتنزل النزول شيئاً فشيئاً . قوله : ( من أمور الآخرة ) بيان لما ، ويصح أن تمهل . قوله : { مَا بَيْنَ أَيْدِينَا } على ما يأتي ، وقوله : { وَمَا خَلْفَنَا } على ما سبق ، وقوله : { وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ } على الحالة الراهنة . قوله : ( له علم ذلك جميعه ) أي تفصيلاً ، وأما علم بعضه إجمالاً ، فيكون لبعض الحوادث ، كالأنبياء والأولياء ، بإلهام من الله تعالى ، ومع ذلك فيكتمونه ، ولا يفشون منه إلا ما أذن لهم فيه ، إذا علمت ذلك ، فالتشدق بالتجري على المغيبات من الضلال المبين ؛ لأنه لو استند لقواعد فهي كاذبة ، ولو صادفت الحق بمصداق قوله صلى الله عليه وسلم : " كذب المنجمون ولو صدقوا " وإن استند لكشف ، فصاحبه لا يطلع إلا على بعض جزئيات ، ومع ذلك هو مأمور بكتمها ، لأن الله قال لنبيه على لسان جبريل : { لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ } فكيف بغيره من آحاد الخق . قوله : ( أي تاركاً لك ) إي إن عدم التنزل لحكمة يعلمها الله لا تركاً لك وهجراناً ، وهذه الآية بمعنى قوله تعالى : { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ } [ الضحى : 3 ] . قوله : ( هو ) قدره إشارة إلى أن رب خبر لمحذوف . قوله : { فَٱعْبُدْهُ } أي دم على عبادته ، ولا تحزن بإبطاء الوحي واستهزاء الكفر . قوله : ( أي مسمى بذلك ) أي بفلظ الجلالة وبرب السماوات والأرض ، وقيل معنى سيما مثلاً يستحق أن يسمى إلهاً واحداً يسمى بالله . فإن المشركين وإن سموا الصنم إلهاً ، لم يسموه الله قط ، لظهور أحديته وأنه { رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } قال تعالى : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } [ الزخرف : 87 ] . وقد ورد أن امرأة سمت ولدها الله ، فنزلت عليه نار فأحرقته . قوله : ( المنكر للبعث ) أشار بذلك إلى أن المراد بالإنسان ، خصوص الكافر المنكر للبعث . قوله : ( أو الوليد ) أو لتنويع الخلاف في المارد بالإنسان الذي قال تلك المقالة ، وفي الحقيقة كل من الشخصين قد قالها .