Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 77-80)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا } الاستفهام تعجبي ، أي تعجب يا محمد من مقالة هذا الكافر الشنيعة . قوله : ( العاص بن وائل ) هو أبو سيدنا عمرو ، الذي فتح مصر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، وهو والد عبد الله أحد العبادلة المشهورة ، قوله : ( الخباب بن الأرث ) هو بدري من فقراء الصحابة ، وذلك أن خباباً كان صائغاً ، فصاغ العاصي حلياً ، ثم طالبه بأجرته فقال له : لن أقضيك حتى تكفر بمحمد ، فقال خباب : لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث ، قال : وإني لمبعوث من بعد الموت ، فسوف أعطيك إذا رجعت إلى مال وولد . قوله : ( واستغنى بهمزة الاستفهام ) الخ ، أي فأصله أأطلع ، حذفت همزة الوصل تخفيفاً . قوله : { كَلاَّ } ذكر النحويون في هذه اللفظة ستة مذاهب أحسنها أنها حرف ردع وزجر ، والثاني أنها حرف تصديق بمعنى نعم ، الثالث بمعنى أنها حق ، الرابع أنها رد لما قبلها ، الخامس أنها صلة في الكلام بمعنى أي ، السادس أنها حرف استفتاح ، وذكرت في القرآن في ثلاثة وثلاثين موضعاً ، وكلها في النصف الثاني منه ، في خمس عشرة سورة ، كلها مكية ، ترجع إلى ثلاثة أقسام : قسم يجوز الوقف عليها وعلى ما قبلها فيبتدأ بها ، وذلك في خمسة مواضع ، اللتان في هذه السورة ، واللتان في الشعراء ، وواحدة في سبأ . وقسم اختلف فيه ، هل يجوز الوقف عليها ، أو يتعين على ما قبلها ؟ وذلك في تسعة مواضع : واحدة في المؤمنون ، واثنتان في سأل سائل ، والأولى والثالثة في المدثر ، والأولى في سورة القيامة ، والثانية في سورة ويل للمطففين ، والأولى في سورة الفجر ، والتي في سورة ويل لكل . وقسم لا يجوز الوقف عليها باتفاق ، وهو التسع عشرة الباقية . قوله : { سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ } أي نظهره له ونعلمه أنا كتبناه ، فاندفع ما يقال : إن الكتابة لا تتأخر عن القول ، قال تعالى : { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ ق : 18 ] . قوله : ( نزيد بذلك عذاباً ) الخ ، أي لما تقدم أن كل من كان أشد كفراً ، كان أعظم عذاباً . قوله : { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ } أي نسلبه ونأخذه منه ، بأن يخرج من الدنيا خالياً من ذلك . قوله : { فَرْداً } أي منقطعاً من ماله وولده بالكلية ، فلا يلقى مالاً ولا ولداً أصلاً لا في البعث ، ولا في النار ، لانقطاع الأسباب بينهم وبين أولادهم ، بل وبين ما يشتهون ، كما قال تعالى : { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ } [ سبأ : 54 ] وأما المؤمنون وإن كانوا يبعثون فرداً ، إلا أنهم يلاقون أحبابهم وأولادهم وما يشتهونه .