Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 81-89)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱتَّخَذُواْ } حكاية عما وقع للكفار عموماً . قوله : ( الأوثان ) هو مفعول أول و { آلِهَةً } مفعول ثان . قوله : { سَيَكْفُرُونَ } الخ في معنى التعليل . قوله : { ضِدّاً } أي أضداداً ، وإنما أفرده ، إما لكونه مصدراً في الأصل ، أو لأنه مفرد في معنى الجمع . قوله : { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } أي وأما المؤمنون فليس للشياطين عليهم سبيل ، قال تعالى : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } [ الحجر : 42 ] . قوله : ( تهيجهم إلى المعاصي ) أي تغريهم بتزيين الشهوات لهم . قوله : { أَزّاً } مفعول مطلق لتؤزهم ، والأز يطلق على الغليان ، وعلى الحركة الشديدة ، وعلى التهيج والإزعاج وهو المراد هنا . قوله : { فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ } أي لتستريح أنت والمؤمنون من شرهم ، وتطهر الأرض من فسادهم ، لأن لهم أياماً محصورة وأنفاساً معدودة ، يعيشونها ثم يردون إلى عذاب . قوله : { إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً } أي نضبط ما يقع منهم ، ولا نهمل منه شيئاً ليؤاخذوا به . قوله : ( أو الأنفاس ) تفسير ثاني قوله : ( إلى وقت عذابهم ) أي وهو موتهم ، لأن بموتهم تصير قبورهم حفرة من حفر النار ، فيعذبون فيها إلى قيام الساعة ، فيعذبون في النار . قوله : { يَوْمَ نَحْشُرُ } ظرف معمول لمحذوف ، قدره المفسر بقوله : ( اذكر ) أي اذكر يا محمد لقومك هذا اليوم العظيم ، فإنه يوم الفصل بين أهل الجنة وأهل النار . قوله : ( بمعنى راكب ) هذا المعنى ليس مأخوذاً من معنى الوفد لأن الوفد في اللغة الجماعة الذين يقدمون على الملوك للعطايا ، من غير تقييد بركوب ؛ بل هو مأخوذ من قرينة مدح المتقي ، لما ورد " أنهم يحشرون ركباناً ، على نجائب سرجها من ياقوت ، وعلى نوق رحالها من ذهب ، وأزِّمتها من زبرجد ، واختلف في وقت ركوبهم ، فقيل من أول خروجهم من القبور ، وقيل من منصرفهم من الموقف ، وعلى كل ، فيستمرون راكبين حتى يقرعوا باب الجنة ، وجمع بأنهم يركبون من أول خروجهم من القبور حتى يأتوا الموقف ، ثم بعد انفضاض الموقف ، يركبون حتى يدخلوا الجنة " وعن ابن عباس : من كان يحب ركوب الخيل ، وفد إلى الله تعالى على خيل لا تروث ولا تبول ، لجمها من الياقوت الأحمر ، ومن الزبرجد الأخضر ، ومن الدر الأبيض ، وسرجها السندس والاستبرق ، ومن كان يحب ركوب الإبل فعلى نجائب ، لا تبعر ولا تبول ، أزمتها من الياقوت والزبرجد ، ومن كان يحب ركوب السفن ، فعلى سفن من زبرجد وياقوت ، قد أمنوا الغرق ، وأمنوا الأهوال ، وورد أيضاً : يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث طرائق : راغبين وراهبين ، واثنان على بعير ، وثلاثة على بعير ، وأربعة على بعير ، وعشرة على بعير . قوله : ( بكفرهم ) أشار بذلك إلى أن المراد بالمجرمين الكفار قوله : { وِرْداً } أي مشاة عطاشاً ، قد تقطعت أعناقهم من العطش ، ومع ذلك يحملون أوزارهم على ظهورهم ، لما ورد : " أن المؤمن إذا خرج من قبره ، استقبله عمله في أحسن صورة وأطيب ريح ، فيقول : هل تعرفني ؟ فيقول : لا ، فيقول : أنا عملك الصالح ، طالما ركبتك واتبعتك في الدنيا ، اركبني اليوم ، وإن الكافر يستقبله عمله في أقبح صورة وأنتنها ريحاً ، فيقول : هل تعرفني ؟ فيقول : لا ، فيقول : أنا عملك السيء ، طالما ركبتني واتعبتني في الدنيا ، وأنا اليوم أركبك " قال تعالى : { وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ } [ الأنعام : 31 ] . قوله : { لاَّ يَمْلِكُونَ } أي الخلق عموماً ، مؤمنهم وكافرهم ، وقوله : { ٱلشَّفَاعَةَ } أي كونه يشفع لغيره أو يشفع غيره فيه . قوله : { إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ } مستثنى من العموم المتقدم وهو متصل . قوله : { عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ } كرر لفظ الرحمن في هذه السور ست عشرة مرة ، إشارة إلى أن رحمته غلبت غضبه . قوله : ( أي شهادة أن لا إله إلا الله ) أي مع عديلتها ، وهي محمد رسول الله . قوله : ( ولا حول ولا قوة إلا بالله ) في رواية ، والتبري من الحول والقوة لله وعدم رجاء غيره . قوله : ( ومن زعم أن الملائكة بنات الله ) أيه وهم مشركو العرب ، وهذا رجوع لذكر قبائح الكفار ، وإثر بيان عاقبتهم وعاقبة المؤمنين . قوله : ( قال تعالى ) أي تقريعاً وتوبيخاً . قوله : ( منكراً عظيماً ) أي فظيعاً شديداً .