Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 10-12)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } يطلق على الحسي وهو الحرقة ، وعلى المعنوي وهو الشك والنفاق ، ولا شك أن في قلوبهم المرضين والمعنوي سبب في الحسي ، فقوله ( شك ونفاق ) إشارة للمرض المعنوي ، وقوله ( فهو يمرض قلوبهم ) بيان لما يتسبب عنه ، وهو إشارة الحسي ، وهي في محل التعليل لما قبلها قوله : ( بما أنزله من القرآن ) أشار بذلك إلى أن نزول القرآن يزيد الكافر والمنافق مرضاً بمعنى كفراً وشكاً فينشأ عنه المرض الحسي ، كما يزيد المؤمن إيماناً فينشأ عنه البهجة والسرور ، قال تعالى { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَاناً } [ التوبة : 124 ] الآيات . ويحتمل أن المراد بما أنزله أي في حقهم من فضيحتهم خصوصاً بسورة التوبة فإنها تسمى الفاضحة . قوله : ( مؤلم ) يقرأ اسم مفعول أي العذاب يتألم من شدته فكأنه لشدته كأن الألم قائم به وهو أبلغ ، ويصح قراءته اسم فاعل ولا بلاغة فيه . قوله : ( أي نبي الله ) إشارة إلى المفعول ، وقوله ( أي في قولهم ) إشارة إلى المتعلق على القراءة والثانية . قوله : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } شروع في ذكر قبائحهم وأحوالهم الشنيعة ، وفي الحقيقة هو تفصيل المخادعة الحاصلة منهم ، وهذه الجملة يحتمل أنها استئنافية ، ويحتمل أنها معطوفة على يكذبون أو على صلة من وهي يقول التقدير من صفاتهم أنهم يقولون آمناً الخ ، ومن صفاتهم أنهم { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ } الخ ، وأصل قيل قول استثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى ما قبلها بعد سلب حركتها ثم وقعت الواو ساكنة بعد كسرة قلبت ياء ، وفاعل القول قيل الله سبحانه وتعالى وقيل النبي والصحابة ومقول القول جملة { لاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ } في محل نصب وهي نائب الفاعل باعتبار لفظها . قوله : ( بالكفر ) الباء سببية بيان لسبب الإفساد ، وقوله : ( والتعويق عن الإيمان ) معطوف عليه أي تعويق الغير عن الإيمان وصدهم عنه . قوله : { إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } أي ليس شأننا الإفساد أبداً ، بل نحن محصورون للإصلاح ولا نخرج عنه إلى غيره فهو في حصر المبتدأ في الخبر ، وأكدوا ذلك بإنما المفيدة الحصر ، وبالجملة الإسمية المفيدة الدوام والإستمرار ، فرد عليهم سبحانه وتعالى بجملة مؤكدة بأربع تأكيدات إلا التي للتنبيه وإن ضمير الفصل وتعريف الخبر . قوله : ( للتنبيه ) وتأتي أيضاً للإستفتاح وللعرض والتحضيض ، وفي الحقيقة الإستفتاح والتنبيه شيء واحد ، وتدخل إذا كانت لهما على الجملة الإسمية والفعلية ، وأما إذا كانت للعرض والتحضيض ، فإنها تختص بالأفعال وهي بسيطة على التحقيق لا مركبة من همزة الإستفهام ولا النافية . قوله : { وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } ( بذلك ) أي ليس عندهم شعور بالإفساد لطمس بصيرتهم ، وعبر بالشعور دون العلم ، إشارة إلى أنهم لم يصلوا إلى رتبة البهائم تمتنع من المضار فلا تقربها لشعورها بخلاف هؤلاء .