Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 13-16)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } مقول القول قوله : { آمِنُواْ } وهو نائب الفاعل وفاعل القول قيل الله وقيل النبي وأصحابه كما نقدم . قوله : ( أصحاب النبي ) أشار بذلك إلى أن أل من الناس للعهد العلمي الخارجي ويحتمل أن تكون أل للكمال أي الناس الكاملون . قوله : { قَالُوۤاْ } أي فيما بينهم وإلا فلو قالوا ذلك جهاراً لظهر كفرهم وقتلوا . قوله : ( الجهال ) أي بناء على أن السفه ما قابل العلم ، ويصح أن المراد به نقص العقل بناء على أنه ما قابل الحلم ، فإن الصحابة أنفقوا أموالهم في سبيل الله حتى افتقروا وتحملوا المشاق فسموهم سفهاء لذلك . قوله : ( ردا عليهم ) أي بجملة مؤكدة بأربع تأكيدات كالأولى . قوله : { وَلَـٰكِن لاَّ يَعْلَمُونَ } ( ذلك ) أي السفه أو علم النبي بسفههم ، وعبر هنا بالعلم إشارة إلى أن السفه معقول بخلاف الفساد فإنه مشاهد ، فلذلك عبر هنا بالعلم وهناك بالشعور . قوله : { وَإِذَا لَقُواْ } سبب نزول الآية ، أن أبا بكر وعمر وعلياً توجهوا لعبد الله بن أبي بن سلول لعنه الله فقال له أبو بكر هلم أنت وأصحابك وأخلص معنا ، فقال له مرحباً بالشيخ والصديق ولعمر مرحباً بالفاروق القوي في دينه ، ولعلي مرحباً بابن عم النبي ، فقال له علي : أتق الله ولا تنافق ، فقال ما قلت ذلك إلا لكون إيماني كإيمانكم ، فلما توجهوا قال لجماعته : إذا لقوكم فقولوا مثل ما قلت فقالوا : لم نزل بخير ما عشت فينا ، وإذا ظرف منصوب بقالوا . قوله : ( أصله لقيوا ) أي على وزن شربوا . قوله : ( حذفت الضمة ) لم يكمل التصريف وتمامه ثم ضمت القاف للمناسبة . قوله : ( منهم ) أشار بذلك إلى أن متعلق خلا محذوف ، وقوله : { إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ } متعلق بمحذوف أيضاً قدره المفسر بقوله : ( ورجعوا ) ويحتمل كما قال البيضاوي إن خلا بمعنى الفرد ، وإلى بمعنى مع ، أي انفردوا مع شياطينهم ولا حذف فيه ، وأصل خلوا خلووا بواوين الأول لام الكلمة والثانية علامة الإعراب قلبت لام الكلمة ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها فبقيت ساكنة ، وبعدها واو الضمير سكانة فحذفت لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة دالة عليها . قوله : ( رؤسائهم ) إنما سمو شياطين لأن كل رئيس منهم معه شيطان يوسوس له ويعلمه المكر ، وقيل لأنهم كالشياطين في الإغواء ورؤساؤهم في ذلك الوقت خمسة : كعب بن الأشرف في المدينة ، وعبد الدار في جهينة ، وأبو بردة في بني أسلم وعوف بن عامر في بني أسد ، وعبد الله بن الأسود في الشام ، قوله : ( يجازيهم باستهزائهم ) إنما سمى المجازاة استهزاء من باب المشاكلة ، والإستهزاء الإستخفاف بالشيء . قوله : ( يمهلهم ) أتى بذلك دفعاً لما يتوهم من أن المجازاة واقعة حالاً ، وحكمة الإمهال مذكورة في قوله تعالى : { إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوۤاْ إِثْمَاً } [ آل عمران : 178 ] إلى غير ذلك من الآيات . قوله : ( بالكفر ) الباء سببية أي تجاوزهم الغاية بسبب الكفر . قوله : ( حال ) أي جملة يعمهون وهي إما حال من الهاء في يمدهم أو من الهاء في طغيانهم ، والمراد بالعمة عدم معرفة الحق من الباطل ، فمنهم من يظهر له وجه الحق ويكفر عناداً ، ومنهم من يشك في الحق ويقال له عمى أيضاً ، فبين العمة والعمى عموم وخصوص مطلق يجمعان في طمس القلب وينفرد العمى بفقد البصر . قوله : ( تحيراً ) إما مفعول لأجله أو تمييز . قوله : ( استبدلوها به ) أشار بذلك إلى أن المراد بالشراء مطلق الإستبدال ، والباء داخلة على الثمن ، والمراد بالضلالة الكفر وبالهدى الإيمان وكلامه يقتضي أن الهدى كان موجوداً عندهم ثم دفعوه وأخذوا الضلالة ، وهو كذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : " كل مولود يولد على الفطرة حتى يهودانه أبواه " الحديث ، ولأنهم في العهد يوم ( ألست بربكم ) أجابوا بالإيمان جميعاً . قوله : ( أي ما ربحوا فيها ) أشار بذلك إلى أن إسناد الربح للتجارة مجاز عقلي وحقه أن يسند للتجر . قوله : ( بل خسروا ) أي الربح ورأس المال جميعاً خسراناً دائماً فقوله : ( لمصيرهم ) علة له . فمثلهم كمثل من عنده كنز عظم ينفع في الدنيا والآخرة استبدله بالنار لأن الضلالة سبب النار .