Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 174-175)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ } نزلت هذه الآية في حق علماء اليهود ، وقد كانوا يأخذون من سفلتهم مالاً ، وكانوا يودون أن نبي آخر الزمان يكون منهم ، فلما بعث رسول الله من غيرهم خافوا أن رئاستهم تذهب بسبب ظهوره واتباع سفلتهم له ، فينقطع ما كان يصلهم من سفلتهم فغيروا صفته وصفة أصحابه وبلده حرصاً على الرياسة وعلى ما كانوا يأخذونه من سفلتهم ، قال تعالى : { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ } [ الصف : 8 ] . قوله : ( المشتمل على نعت محمد ) أي فاكتاب مشتمل على أمور كثيرة ، منها نعت محمد ومنها غيره ، فالمغير إنما هو المشتمل على نعت محمد لا جميع ما في الكتاب . قوله : ( يأخذونه بدله ) أي يأخذون الثمن بدل الكتمان ، بمعنى أن الحامل لهم على الكتمان إنما هو العرض الفاني الذي يأخذونه من سفلتهم ، وليس المراد أنهم قالوا لهم خذوا هذا المال واكتموا وصف محمد . قوله : ( خوف فوته ) أي الأمر الدنيوي عليهم . قوله : { إِلاَّ ٱلنَّارَ } أي سببها كما يشير له قول المفسر لأنها مآله أي مأواه وعاقبة أمره ففيه مجاز الأول . قوله : { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ } أي كلام رضا بل يكلمهم كلام غضب . قوله : ( غضباً عليهم ) أي من أجل غضبه عليهم أي طرده لهم وإبعادهم عن رضاه . قوله : ( يطهرهم من دنس الذنوب ) أو المعنى لا يشهد لهم بالطهارة يوم القيامة قوله : { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } هذا بيان حالهم في الآخرة وهو عدم كلام الله لهم المترتب على كتمانهم ، وعدم طهارة الله لهم المترتب على اشترائهم ثمناً قليلاً ، والعذاب الأليم المترتب على أكلهم سبب النار . قوله : { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ } هذا بيان لحالهم في الدنيا . قوله : { بِٱلْهُدَىٰ } الباء داخلة على المتروك أي فقد تركوا الهدى وأخذوا الضلالة بدله . قوله : ( لو لم يكتموا ) لو شرطية وجوابها محذوف تقديره ما اشتروا العذاب بالمغفرة . قوله : { فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ } الأحسن أن ما نكرة تامة مبتدأ والجملة بعدها في محل رفع خبر ، والمعنى أي شيء أصبرهم على النار فأصبر فعل تعجب والفاعل مستتر وجوباً والهاء مفعول وقيل استفهامية فيها معنى التعجب والإعراب واحد ، وقيل اسم موصول وما بعدها صلتها والخبر محذوف ، وقيل نكرة موصوفة وما بعدها صفتها والخبر محذوف . قوله : ( أي ما أشد صبرهم ) هذا حل معنى لا إعراب . قوله : ( وهو تعجيب للمؤمنين ) جواب عن سؤال مقدر ، حاصله أن التعجب هو استعظام شيء خفي سببه وذلك مستحيل على الله تعالى لأنه لا يخفى عليه خافية ، فأجاب بأن التعجب واقع من المؤمنين ، فالمعنى تعجبوا أيها المؤمنون من صبر هؤلاء على موجبات النار التي من جملتها الكتمان وأخذهم الثمن القليل وغير ذلك من غير مبالاة قوله : ( وإلا فأي صبر لهم ) أي وإلا نقدر موجبات بل لو أبقينا الكلام على ظاهره فلا يصح ذلك لأنه ليس لأحد صبر على ذات النار . قوله : ( الذي ذكر ) أي وهو أمور ستة : أكلهم سبب النار وعدم كلام الله وعدم تزكيته لهم والعذاب الأليم واشتراؤهم الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة .