Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 177-177)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَّيْسَ ٱلْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ } هذا ابتداء نصف السورة الثاني وهو متعلق بتبيين غالب أحكام الدين ، وأما النصف الأول فهو متعلق بأصول الدين وقبائح اليهود ، والبر بالنصب والرفع قراءتان سبعيتان ، فمن نصب جعله خبراً لليس مقدماً وأن تولوا في تأويل مصدر اسمها مؤخر ، ومن رفع جعله اسمها وأن تولوا خبرها ، والبراسم جامع لكل خير ، كما أن الإثم اسم جامع لكل شر . قوله : ( نزل رداً على اليهود والنصارى ) أي فقد زعم النصارى أن البر في استقبال جهة طلوع الشمس ، وزعم اليهود أن البر في استقبال بيت المقدس ، فالمراد بالمغرب ما عدا المشرق فيشمل جهة الشمال وقيل بكسر القاف وفتح الباء ظرف كان معناه جهة ، وقيل نزلت رداً على المسلمين وكانوا في صدر الإسلام أمروا بالإيمان بالله والصلاة فقط لأي جهة كانت ، فالمعنى ليس البر كما تعتقدون أنه مقصور على الإيمان والصلاة فقط بل هو من جميع هذه الخصال والأظهر الأول . قوله : ( أي ذا البر ) قدر ذا إشارة إلى أن من اتصف بهذه الخصال يسمى باراً لا براً ، وبالجملة يقال فيه ما قيل في زيد عدل وقيل إن براً اسم فاعل أصله برر نقلت كسرة الراء إلى الباء ثم أدغمت إحدى الراءين في الأخرى . قوله : { مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ } أي صدق بقلبه ونطق بلسانه أن الله يجب له كل كمال ويستحيل عليه كل نقص . قوله : { وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } أي ما يتعلق به من الحشر والنشر والصراط والميزان والجنة والنار وما فيهما من الثواب والعقاب . قوله : { وَٱلْمَلاۤئِكَةِ } أي بأنهم عباد مكرمون ، أجسام نوارنيه لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة ، لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون . قوله : ( أي الكتب ) أي المنزلة من عند الله على أنبيائه . قوله : { وَٱلنَّبِيِّينَ } أي إجمالاً في الإجمالي وتفصيلاً في التفصيلي ، فيجب الإيمان بخمسة وعشرين منهم وهم المذكورون في القرآن قوله : ( مع ) { حُبِّهِ } ( له ) أي المال بأن يعطيه مع كونه يحبه لنفسه ، ويحتمل أن المعنى مع حبه لله أي يعطي المال من كونه يحب الله ، وكل صحيح . قوله : ( القرابة ) أي فإعطاء الأقارب مقدم لأن فيه قربتين الصدفة وصلة الرحم . قوله : { وَٱلْيَتَامَىٰ } أي الفقراء منهم وهم من مات أبوهم قبل بلوغهم . قوله : { وَٱلْمَسَاكِينَ } المراد ما يشمل الفقراء وهم المحتاجون . قوله : ( المسافر ) أي الغريب ولو مليئاً ببلده . قوله : ( الطالبين ) أي مطلقاً لما في الحديث : " أعطوا السائل ولو جاء على فرس " . قوله : ( المكاتبين ) اي ليستعينوا على فك رقابهم من الرق . قوله : ( والأسرى ) اي ليستعينوا على خلاص أنفسهم من الكفرة . قوله : ( المفروضة ) أي ومن المعلوم أن لها أصنافاً مذكورة في الفقه تصرف لها . قوله : { وَٱلْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ } أي وهم من إذا وعدوا أنجزوا ، وإذا نذروا أوفوا ، وإذا حلفوا لم يحنثوا في أيمانهم ، وإذا قالوا صدقوا في أقوالهم ، وإذا ائتمنوا لم يخونوا ، والموفون معطوف على من آمن ، التقدير ولكن البر المؤمنون والموفون . قوله : ( نصب على المدح ) أي بفعل محذوف تقديره وأمدح الصابرين وخصهم بالذكر ، لأن الصبر يزين العبادة وتركه يشينها . قوله : ( شدة الفقر ) أي فلا يشكون لأحد غير الله لأنه يحب الملحين في الدعاء . قوله : ( وقت شدة القتال ) أي فلا يفر من الأعداء . قوله : ( الموصوفون بما ذكر ) أي بجميع هذه الخصال ، قال بعضهم : لا تكون هذه الخصال جميعها إلا في الأنبياء ، وقال بعضهم لا مانع أن تكون في غيرهم . قوله : ( أو دعاء البر ) أي فمعنى الصدق هنا الصدق في الأقوال ، فإذا أخبروا بشيء فهم صادقون فيه . قوله : { وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ } ( الله ) أي الكاملون في التقوى .