Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 224-225)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلاَ تَجْعَلُواْ ٱللَّهَ عُرْضَةً } سبب نزول هذه الآية أن عبد الله بن رواحة كان بينه وبين ختنه أي نسيبه وهو النعمان بن بشير شيء ، فحلف أنه لا يصواله أبداً فنزلت ، وقيل نزلت في حق الصديق حين حلف على مسطح لما تكلم في الافك أن لا يصله . قوله : { لأَيْمَانِكُمْ } أي افعال بركم ، وسميت أيماناً لتعلق الايمان بها وقوله أن تبروا الخ بدل من أيمانكم قوله : ( أي نصباً لها ) أي عرضاً مانعاً من فعل البر . قوله : ( بأن تكثروا الحلف به ) هذا تفسير آخر للآية ، فكان المناسب للمفسر أن يأتي بأو . قوله : { أَن تَبَرُّواْ } أي تصلوا الرحم مثلاً ، وقوله : { وَتَتَّقُواْ } أي تصلوا أو تصوموا مثلاً ، وقوله : { وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ } من عطف الخاص على العام ، والمعنى أن الفعل الذي يحصل لكم به خير فلا تحلفوا على تركه وهذا على التفسير الأول ، وأما على الثاني فلا يحتاج لتقدير لا وإنما يقدر لام التعليل ، أي لا تكثروا الحلف بالله لما فيه من ابتذال اسمه تعالى في كل شيء قليل أو كثير عظيم أو حقير ، لأجل أن تكونوا من أهل البر والتقوى والاصلاح بين الناس ، فالنهي عن الكثرة على هذا والايمان على بابها بمعنى الاقسام ، وعرضة بمعنى معروض فهي اسم مفعول أي محل للحلف كغرض الرماة ، وعلى الأول فهي بمعنى عارضة ، أي لا تجعلوا الله مانعا من بركم وتقواكم واصلاحكم بواسطة القسم به . قول : ( فتكره اليمين على ذلك ) أي إن كان مندوباً وهو مفرع على التفسير الأول . قوله : ( فهي طاعة ) أي مندوب وتعتريها الحرمة كما إذا حلف على ترك واجب . قوله : { لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱلَّلغْوِ } اختلف العلماء في معنى اللغو ، فقال الشافعي هو ما سبق إليه اللسان من غير قصد عقد اليمين فلا أثم ولا كفارة له ، وقال أبو حنيفة ومالك هو أن يحلف على ما يعتقد فيتبين خلافه ، وفي الفروع تفاصيل موكولة لأربابها . قوله : { وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ } وقعت هنا لكن بين نقيضين باعتبار وجود اليمين لأنها لا تخلوا إما أن لا يقصدها القلب بل جرت على اللسان وهي اللغو عند الشافعي ، وإما أن يقصدها وهي المنعقدة ، والمعنى لا يؤاخذكم الله بغير المقصود لقلوبكم وإنما يؤاخذكم بالمقصودة لها ، وهذا التقرير على مذهب الشافعي ، ويقال على مذهب ابي حنيفة ومالك لا يؤاخذكم الله باللغو أي بما حلفتم عليه معتقدين حقيقته بحيث يكون اللسان موافقاً للجنان ، ولكن يؤاخذكم بما حلفتم عليه غير معتقدين حقيقته وهي اليمين الغموس ، وقد نظم الاجهوري من المالكية صور كفارة اللغو والغموس بقوله : @ كفر غموساً بلا ماض يكون كذا لغو بمستقبل لا غير فامتثلا @@ قوله : ( لما كان من اللغو ) أي والخطأ . قوله : ( بتأخير العقوبة عن مستحقها ) أي ومن ذلك اليمين الغموس فكفارتها الغمس في جهنم .