Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 245-245)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَّن ذَا ٱلَّذِي } يحتمل أن من اسم استفهام مبتدأ وذا خبر والذي بدل منها ويقرض صلة الموصول لا محل لها من الأعراب ، ويحتمل أن من ذا اسم استفهام مبتدأ والذي خبر ويقرض صلة الموصول . قوله : { يُقْرِضُ ٱللَّهَ } أي يسلفه وهذا من تنزلات المولى لعباده ، حيث خاطبهم مخاطبة المحتاج المضطر ، مع إنه غني عنهم رحمة بهم على حد كتب ربكم على نفسه الرحمة ، وسماه هنا قرضاً وفي آية براءة بيعاً . وفي الحقيقة لا بيع ولا قرض لان الملك كله له ، وحينئذ فليست مضاعفته على ذلك رباً لأنه لا تجري أحكام الربا بين السيد وعبده الحادثين لملكه له صورة ، فأولى بين السيد المالك القديم وعبده الذليل الضعيف الذي لا يملك شيئاً أصلاً فمن إحسانه عليه خلق ونسب إليه . قوله : { قَرْضاً } مفعول مطلق لقوله : يقرض . قوله : ( عن طيب قلب ) أي لا رياء ولا سمعة بل ينفقه من حلال خالصاً لله . قوله : { فَيُضَٰعِفَهُ } بالرفع والنصب والتشديد والتخفيف قراءات أربع سبعية ، فالرفع عطف على يقرض ، والنصب بأن مضمرة بعد فاء السببية في جواب الاستفهام . قوله : ( كما سيأتي ) أي في قوله تعالى : { مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ } [ البقرة : 261 ] الآية ، وكثرة المضاعفة على حسب الاخلاص قال عليه الصلاة والسلام : " الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً من بعدي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " . قوله : { وَٱللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ } هذا كدليل لما قبله ، أي إن الإنفاق لا يقبض الرزق وعدمه لا يبسطه ، بل القابض الباسط هو الله . قوله : ( ابتلاء ) أي اختباراً هل يبصرون ولا يشكون أم لا . قوله : ( امتحاناً ) أي هل يشكرون أم لا ، فالمطلوب من الإنسان أن يكون كما قال الشاعر : @ استغن ما أغناك ربك بالغنى وإذا تصبك خصاصة فتحمل @@ فلا يشكو ربه في حال فقره ، ولا يطغى في حال غناه ، قال أهل الاشارات : في الآية إشارة خفية إلى أن القبض لا بد وأن يعقبه بسط بخلاف العكس . قوله : ( فيجازيكم بأعمالكم ) أي فيثيب المنفق ويعذب الممسك .