Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 247-248)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { سَعَةً } أصله وسع حذفت فاء الكلمة وهي الواو وعوض عنها تاء التأنيث ما في عدة وزنه ، وحذف في مضارعه لوقوعها بين عدوتيها لأن أصله يوسع . قوله : ( وكان أعلم بني إسرائيل ) أي فكان يحفظ التوراة ، وقوله : ( وأتمهم خلقاً ) أي فكان يزيد على أهل زمانه يكتفيه ورأسه . قيل ورد أنه لما دعا شمويل ربه أن يبعث لهم ملكاً أعطاه الله قرناً فيه طيب ويسمى طيب القدس وعصا ، وأوحى إليه إذا دخل عليك رجل اسمه طالوت فانظر في القرن فإذا فار فادهن رأسه به وقسه بالعصا ، فإذا جاء طولها فهو الملك فلما دخل عليه فعل به كما أمر فإذا هو طولها ، ثم دهن رأسه بذلك الدهن وقال له إن الله جعلك ملكاً على بني إسرائيل ، فقال كيف ذلك مع أني أدنى منهم فقال له : الله يؤتي ملكه من يشاء . قوله : { عَلِيمٌ } ( بمن هو أهل له ) أي فلا حرج عليه في فعل ولا ترك . قوله : { قَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ } أي حين استبعدوا مجيء الملك له . قوله : لما طلبوا منه آية ) لما بمعنى حين ظرف لقوله قالوا أي وقع منهم القول وقت طلبهم منه آية . قوله : ( الصندوق ) ويقال بالزاي والسين وكل من الثلاثة إما مفتوح أو مضوم أفصحها بالصاد مع الضم ، وكان من خشب الشمشار وطوله ثلاثة أذرع ، وعرضه ذراعان مموه بالذهب ، وكان عند آدم فيه صور الأنبياء جميعهم ، وفيه صورة محمد وبيته وأصحابه وقيامه يصلي بينهم ، ثم توارثه ذرية آدم إلى أن وصل لموسى فكان يضع فيه التوراة ووضع فيه بقية الألواح التي تكسرت ، ثم أخذه بنو إسرائيل بعد موسى ، وكانوا إذا خرجوا للقتال يقدمونه بين أيديهم ، وكانت الملائكة تحمله فوق رؤوس المتقاتلين ، ثم يشرعون في القتال فإذا سمعوا صيحة تيقنوا النصر ، فلما انقرضت أنبياؤهم سلط الله عليهم العمالقة بسبب فسادهم فأخذوا منهم الصندوق وجعلوه في موضع البول والغائط ، فلما أراد الله إظهار ملك طالوت سلط عليهم البلاء ، فكان كل من بال عنده ابتلي بالبواسير ، حتى خرجت خمس بلاد من بلادهم ، فلما كبر خوفهم منه أخرجوه للخلاء ، ثم حملته الملائكة وأتت به طالوت . قوله : ( أنزل الله على آدم ) أي ثم توارثه ذريته من بعده . قوله : فغلبتهم العمالقة ) أي بعد موت أنبيائهم . قوله : ( وكانوا يستفتحون به ) أي يطلبون الفتح والنصر به . قوله : ( ويسكنون إليه ) أي يطمئنون بقدومه على العدو . قوله : ( طمأنينة لقلوبكم ) أي ففي للسببية فالمعنى أن السكينة تحصل بسببه ومن أجله ، وقيل المراد بالسكينة صورة من زبرجد على صورة الهرة غير أن لها جناحين فإذا صوتت في الصندوق استبشروا بالنصر ، وقيل المراد بالسكينة صورة الأنبياء ، فالظرفية على بابها . قوله : ( أي تركاهما ) بيان للمراد من الآية فأطلق الآل وأراد منه نفس موسى وهارون ، وكثيراً ما يطلق آل الرجل على الرجل نفسه . قوله : { إِنَّ فِي ذَلِكَ } أي إتيان التابوت على الوصف المذكور . قوله : ( فاختار من شبابهم ) أي الدين لا شاغل لهم دنيوي لأنه كان لا يأخذ من كان عنده بناء لم يتم ، ومن عقد على زوجة ولم يدخل بها ، ومن كان مشغولاً بتجارة . قوله : ( سبعين ألفاً ) وقيل ثمانون ألفاً وقيل مائة ألف وعشرون ألفاً .