Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 3-3)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ } هذا تفصيل لبعض صفات المتقين وخصها لأنها أعلى الأوصاف ، وهو في محل جر صفة للمتقين ، أو رفع خبر لمحذوف ، أو نصب مفعول لمحذوف ، ويصح أن يكون مستأنفاً مبتدأ خبر قوله { أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى } ، وعلى هذا فالوقف على المتقين تام لعدم ارتباطه بما بعده ، وعلى الإعراب الأول فهو حسن لأنه رأس آية وإن كان له ارتباط بما بعده . قوله : ( بما غاب ) أشار بذلك إلى إطلاق المصدر وأرادة اسم الفاعل ، وما غاب عنها قسمان ما دل عليه دليل عقلي أو سمعي ، كالجنة والنار والملائكة والعرش والكرسي واللوح والقلم والمولى سبحانه وتعالى وصفاته ، وما لم يدل عليه كالساعة ووقت نزول المطر ، وما في الأرحام وباقي الخمسة المذكورة في الآية . وأما الشهادة فهي ما ظهر لنا حساً أو عقلاً ببداهة العقل كالواحد نصف الاثنين وأن الجرم متحيز . قوله : ( من البعث الخ ) بيان لما . وقوله : ( والجنة والنار ) عطف عليه ، أي ونحو ذلك مما قام لنا الدليل عليه ، ويحتمل أن يبقى الغيب على مصدريته والباء متعلقة بمحذوف حال أي إيامناً ملتبساً بحالة الغيبة ، ففيها بيان لحال المؤمنين الخالصين وتعريض لحال المنافقين ، فإنهم كانوا يؤمنون ظاهراً فقط ، فمدح الله من يؤمن في حال غيبته عن كل أحد كما يؤمن ظاهراً ، ويحتمل أن المراد بالغيب القلب سمي بذلك لخفائه أي يؤمنون بحالة السر وهو الإيمان القلبي ، فالمصدر باق على حاله وفيه رد على المنافقين أيضاً حيث قالوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم . قوله : { وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلٰوةَ } إما مأخذوة من الصلاة اللغوية بمعنى الدعاء لأنها مشتملة عليه في الركوع والسجود وعليه فأصلها صلوة تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفاً ، وقيل من الوصلة لأنها وصلة بين العبد وبين ربه ، وعليه فأصلها وصلة قلبت ألفاً مكانياً فصار صلوة تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفاً . وقوله : { وَيُقِيمُونَ } من قومت العود عدلته . قوله : ( أي يأتون بحقوقها ) أي الظاهرية كالشروط والآداب والأركان ، والباطنية كالخشوع والخضوع والإخلاص . قوله : { وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ } فيه حذف نون من التبعيضية لفظاً وخطاً لإدغامها في ما الموصولة ، ورزقنا صلة الموصول ونا فاعل والهاء مفعول أول وحذف المفعول الثاني فيصح تقديره متصلاً أي رزقناهموه ، أو منفصلاً أي رزقناهم إياه على حد قول ابن مالك وصل أو افصل هاء سلنيه . قوله : ( أعطيناكم ) أشار بذلك إلى أن الرزق معناه الملك ، وليس المراد به الرزق الحقيقي ، إذ لا يتأتى تعديه لغيره وقدم الجار والمجرور للاهتمام . قوله : { يُنْفِقُونَ } أي إنفاقاً واجباً كالزكاة والنفقة على الوالدين والعيال ، أو مندوباً كالتوسعة على العيال ومواساة الأقارب والفقراء . قوله : ( في طاعة الله ) في تعليله أي من أجل طاعة الله لا رياء ولا سمعة ، قال الله تعالى : { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ } [ الإنسان : 9 ] .