Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 4-5)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ } معطوف على الموصول الأول وهو نوع آخر للمتقين ، فإنها أنزلت فيمن كان آمن بعيسى وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم كعبد الله بن سلام وعمار بن ياسر وسلمان والنجاشي وغيرهم . وأما النوع الأول فهم مشركو العرب الذين لم يرسل لهم غيره صلى الله عليه وسلم فنزلت فيهم الآية الأولى . قوله { بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ } نزل المستقبل منزلة الماضي لتحقق الوقوع لأنه لم يكن تم نزوله . قوله : { وَمَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ } أي فلم يفرقوا بين الأنبياء بحيث يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض . قوله : { وَبِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } قدم الجار والمجرور لإفادة الحصر وأتى بالجملة الاسمية لأنه أعلى من الإنفاق . قوله : ( يعلمون ) أي علماً لا شك فيه ولا ريب ، ولذا اتصف مولانا بالعلم ولم يتصف باليقين ، وفيه رد على من أنكر الآخرة ممن لم يؤمن بمحمد . قوله { أُوْلَـٰئِكَ } ( الموصوفون بما ذكر ) إن قلنا إن قوله الذين يؤمنون الخ وصف للمتقين كان ماهنا مبتدأ وخبراً بيان لعاقبة المتقين وإن قلنا إنه مستأنف مبتدأ كان ماهنا خبره . قوله : { عَلَىٰ هُدًى } عبر بعلى إشارة إلى تمكنهم من الهدى كتمكن الراكب من المركوب . وقوله : ( الناجون من النار ) أي ابتداء وانتهاء ، وعطف الجملتين إشارة إلى تغايرهما وأن كلا غاية في الشرف ، وإن الثانية مسببة عن الأولى .