Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 70-73)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّ ٱلبَقَرَ } تعليل للإسئلة الثلاثة . قوله : ( لو لم يستثنوا ) أي بالمشيئة . قوله : ( آخر الأبد ) أي إلى انقضاء الدنيا . قوله : { لاَّ ذَلُولٌ } من الذلة وهي السهولة بل فيها الصعوبة . قوله : ( داخلة في النفي ) أي فالمعنى ليست مذللة لعمل ولا مثيرة للأرض . قوله : ( الأرض المهيأة إلخ ) المناسب أن يقول الحرث أي الزرع لأن الحرث يطلق على الزرع . قوله : { ٱلآنَ } ظرف زمان للوقت الحاضر . قوله : { جِئْتَ بِٱلْحَقِّ } أي بصفات البقر التي لا تخفى ولا تلتبس ، فلا تنافي بين الآية وقول المفسر فطلبوها . قوله : ( نطقت بالبيان التام ) جواب عن سؤال ورد على الآية ، وهو أن ظاهر مفهوم الآية بمقتضى أنهم كفار ، فأجاب المفسر بأن فيه حذف النعت مع بقاء المنعوت وهو جائز لقول ابن مالك : @ وما من المنعوت والنعت عقل يجوز حذفه وفي النعت يقل @@ قوله : ( فطلبوها ) أي بحثوا عنها . قوله : ( عند الفتى البار بأمه ) وحاصل ذلك أن أبا الفتى المذكور كان رجلاً صالحاً من بني إسرائيل قد حضرته الوفاة ، وكان عنده بقرة ولدت انثى ، فأخذ تلك الأنثى ووضعها في غيضة وأوصى أم الغلام أن تعطيه تلك البقرة حين يكبر ومات ، ثم إن الولد صار يحتطب ويبيع الحطب ويقسم اثلاثا : يصرف ثلثه على نفسه والثلث الآخر على أمه والثلث الآخر يتصدق به ، ويقسم ليله أثلاثاً : ينام ثلثه ويخدم أمه ثلثه ويقوم لطاعة الله ثلثه ، فما كبر الغلام قالت له أمه اذهب إلى الغيضة الفلانية فإن فيها بقرة تركها لك أبوك ، واوصاني إذا كبرت أن اعطيها لك ، واقسم عليها بابراهيم الخليل وإسحاق ويعقوب فإنها تأتي لك طائعة ، ففعل كما أمرته فجاءت له طائعة وقالت له اركب على ظهري ، فقال لها إن إمي لم تأمرني بالركوب ، فقالت له لو ركبت على ظهري ما قدرتني إلى الأبد ، فأخذها وذهب إلى أمه فقالت له اذهب إلى السوق فبعها بثلاثة دنانير على مشورة ، فذهب فأتاه ملك على صورة رجل وقال له بكم تبيعها فقال بثلاثة دنانير على مشورة أمي ، فقال له بعها بستة دنانير من غير مشورة فقال لا ثم ذهب إلى أمه واخبرها بذلك فقالت له بعها بستة على مشورتي ، فذهب فأتاه ثانياً وأعطاه فيها اثني عشر على غير مشورة فأبى ، فذهب إلى أمه وأخبرها فقالت له إن هذا ملك من عند الله فاذهب إليه واقرئه السلام وقل له أنبيع البقرة أم لا ، فذهب إليه وأخبره بذلك فقال له إن بني إسرائيل يقتل لهم قتيل ويتوقف بيان قاتله على تلك البقرة فلا تبعها إلا بملء مسكها ذهباً ففعل ما أمر به ، والفتى هو الشاب السخي ولا شك أنه كان كذلك . قوله : ( مسكها ) بفتح الميم الجلد . قوله : { فَذَبَحُوهَا } مرتب على محذوف قدره المفسر بقوله فطلبوها إلخ . قوله : { وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ } أي ما قاربوا الفعل ( قوله لغلاء ثمنها ) أي أو للتعنت في أوصافها . قوله : ( فيه إدغام التاء في الأصل الخ ) أي اصله تدار أتم قلبت التاء دالاً وأدغمت فيها وأتى بهمزة الوصل توصلاً للنطق بالساكن . قوله : ( أي تخاصمتم ) أي اتهم بعضهم بعضاً . قوله : ( وهذا اعتراض ) أي جملة معترضة بين المعطوف وهو فقلنا اضربوه إلخ والمعطوف عليه وهو فذبحوها . قوله : ( وهو أول القصة وإنما أخره ليواصل قبائح بني إسرائيل بعضها ببعض . قوله : { فَقُلْنَا } معطوف على فذبحوها والقائل الله على لسان موسى . قوله : ( بلسانها ) أي لأنه حل الكلام . قوله : ( أو عجب ذنبها ) إشارة لتنويع الخلاف ، والحكمة في ذلك أنه محل حياة ابن آدم ، وقيل ضربوه بفخذها اليمنى وقيل بقطعة لحم منها . قوله : ( فحيي ) ورد أنه قام واوداجه تشخب دماً . قوله : ( ومات ) أي سريعاً بلا مهلة ، قوله : ( فحرما الميراث ) أي لأن القاتل لا يرث من تركه المقتول شيئاً حتى في شرع موسى ، وسبب قتله إياه أن المقتول كان غنياً والقاتل كان فقيراً فلما طال عمر المقتول قتله ليرثه ، وقيل غير ذلك . قوله : { كَذَلِكَ } هذه الجملة معترضة بين قصص بني أسرائيل رداً على منكري البعث ، فإن بني إسرائيل لم يكونوا منكرين له ، فالخطاب لمشركي العرب المنكرين للبعث .