Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 74-75)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ } نزل استبعاد قسوة قلوبهم لظهور الخوارق للعادات العظيمة منزلة التراخي ، فأتى بثم وأكده بالظرف بعده . قوله : ( أيها اليهود ) دفع ذلك ما يقال إنه خطاب لغير بني إسرائيل كالذي قبله . قوله : ( صلبت عن قبول الحق ) أشار بذلك إلى أن في قست استعارة تصريحية تبعية حيث شبه عدم الإذعان بالقسوة بجامع عدم قبول التأثير في كل ، واستعير اسم المشبه به للمشبه واشتق من القساوة قست بمعنى لم تذعن فلم تقبل المواعظ ولم تؤثر فيها . قوله : { فَهِيَ كَٱلْحِجَارَةِ } لم يشبههم بالحديد لوجود اللين فيه في الجملة . قوله : { أَوْ أَشَدُّ } هذ ترق في ذكر قسوتهم فأو بمعنى بل . قوله : ( فيه إدغام التاء إلخ ) أي فأصله يتشقق فأبدلت التاء شيئاً ثم أدغمت فيها . قوله : { فَيَخْرُجُ مِنْهُ ٱلْمَآءُ } أي أنهاراً أو غيرها كالعيون فهو من عطف العام على الخاص . قوله : ( ينزل من علو إلى أسفل ) أي كجبل الطور ، وورد ما من حجر يسقط من علو إلى أسفل إلا من خشية الله . قوله : { مِنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ } أخذ أهل السنة من ذلك ومن قوله تعالى : { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ } [ الإسراء : 44 ] ومن قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } [ النور : 41 ] الآية ، أن كل شيء يعرف الله ويسبحه ويخشاه إلا الكافر من الإنس والجن . قوله : { وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ } ما نافية ولفظ الجلالة اسمها وبغافل خبرها ، وقوله عما تعملون يحتمل أن ما اسم موصول وتعلمون صلته والعائد محذوف أي عن الذي تعملونه ، ويحتمل أنها مصدرية تسبك مع ما بعدها بمصدر أي عن عملكم . قوله : { أَفَتَطْمَعُونَ } سيأتي للمفسر أن الهمزة للإنكار ، فيحتمل أنها مقدمة من تأخير والأصل فاتطمعون قدمت لأن لها الصدارة وهو مذهب الجمهور ، وقال الزمخشري إن الهمزة داخلة على محذوف والفاء عاطفة على ذلك المحذوف ، التقدير أتسعمون كلامهم وتعرفون احوالهم فتطمعون إلخ أي لا يكون منكم ذلك ، واعلم ان الهمزة لا تدخل إلا على ثلاثة من حروف العطف الواو والفاء وثم . قوله : { أَن يُؤْمِنُواْ } أي يستبعد ذلك منهم لافتراقهم أربع فرق في كل فرقة صفة مانعة من الإيمان ، الأول كونهم يحرفون كلام الله ، الثاني النفاق ، الثالث التوبيخ من غير المنافق على ملاطفة المسلمين ، الرابع كونهم أميين لا يعلمون الكتاب إلا أماني ، فهذه يستبعد معها الإيمان لرسوخ الكفر في قلوبهم . قوله : { وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ } الجملة حالية وقد قربت الماضي من حال ، والمراد من كان النسبة لأن هذا الكلام فيمن كان موجوداً زمن النبي لا فيمن كان قبلهم . قوله : ( أحبارهم ) علماؤهم جمع حبر بالكسر ويقال بالفتح وجمعه حبور كفلس وفلوس . قوله : { مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ } أي من بعد تعقلهم إياه وتحريفهم في الكلام كأوصاف النبي من كونه أكحل العينين جعد الشعر ، فغيروه إلى أزرق العينين سبط الشعر ، وآية الرجم غيروها إلى الجلد وغير ذلك . قوله : { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } الجملة حالية من فاعل يحرفون . قوله : ( أنهم مفترون ) أشار بذلك إلى أن مفعول يعلمون محذوف ، والإفتراء هو الكذب الذي لا شك فيه . قوله : ( للإنكار ) أي الاستبعادي . قوله : ( أي لا تطعموا ) عبر بالطمع دون الرجاء ، إشارة إلى فقد أسباب الإيمان منهم وعدم قابليتهم له . قوله : ( فلهم سابقة في الكفر ) أي كفر سابق قبل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم اياهم للإيمان ، وهذه الجملة علة لقوله لا تطمعوا .