Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 108-112)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱلدَّاعِيَ } أي فيقبلون من كل جهة . قوله : ( وهو إسرافيل ) أي فيضع الصور على فيه ، ويقف على صخرة ببيت المقدس ويقول : يا أيتها العظام البالية ، والأوصال المتقطعة ، واللحوم المتمزقة ، إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء فيقبلون عليه ، وقيل المنادي جبريل ، والنافخ إسرافيل ، وصححه بعضهم . قوله : ( إلى عرض الرحمن ) أي العرض عليه . قوله : { لاَ عِوَجَ لَهُ } أي لا يزيغون عنه يميناً ولا شمالاً ، بل يأتونه سراعاً . قوله : { لِلرَّحْمَـٰنِ } أي لجلاله وهيبته . قوله : { إِلاَّ هَمْساً } مفعول به وهو استثناء مفرغ . قوله : { إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ } من مفعول به ، وهي واقعة على المشفوع له أو على الشفيع ، فقول المفسر ( أن يشفع له ) أي أو يشفع في غيره . قوله : ( بأن تقول لا إله إلا الله ) أي مع عديلتها وهي محمد رسول الله ، والمعنى أن من مات على الإسلام ، فقد رضي الله قوله ، وأذن له أن يشفع في غيره ، وأن يشفع غيره فيه . قوله : { مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } أي الخلق عموماً . قوله : { وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ } أي بما بين أيديهم وما خلفهم . قوله : ( لا يعلمون ذلك ) أي لا تفصيلاً ولا إجمالاً ، وإنما يعمله الله سبحانه وتعالى . قوله : { وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ } عنا فعل ماض ، والتاء للتأنيث و { ٱلْوُجُوهُ } فاعل وأصله عنوت ، تحركت الواو ، وانفتح ما قبلها ، قلبت ألفاً ثم حذفت لالتقاء الساكنين ، فهو من باب سما يسمو سمواً ، وأما عنى كرضي يعني عنا فهو بمعنى تعب ، وليس مراداً هنا بل المراد خضعت وذلت ، وألى في الوجوه للاستغراق أي كل الوجوه ، والمراد أصحابها ، وخصت الوجوه بالذكر ، لأن الذل أول ما يظهر فيها . قوله : { لِلْحَيِّ } أي الذي حياته أبدية ، لا أول لها ولا آخر . قوله : { ٱلْقَيُّومِ } اي القائم على كل نفس بما كسبت فيجازيها على الخير والشر . قوله : { وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً } أشار بذلك إلى أن الخلائق تنقسم في القيامة قسمين : أهل سعادة ، وأهل شقاوة ، وكلاهما في خضوع وذل لله جل جلاله ، لكن أهل السعادة خضوعهم إجلالاً وهيبة ورغبة في الله ، وأهل الشقاوة خضوعهم رهبة وإشفاقاً من عذاب الله ، ويأساً من رحمة الله ، قال تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } [ عبس : 38 - 41 ] . قوله : ( خسر ) أي ظهر خسرانه . قوله : { مَنْ حَمَلَ ظُلْماً } أي تحمله وارتكبه ، وهذه الآية باعتبار ظاهرها ، تدل على أن أهل الظلم خائبون خاسرون ، أي معرضون لذلك ، ففي الحديث : " الظلم ظلمات يوم القيامة " فإن الظالم ربما أداه ظلمه إلى الكفر والعياذ بالله تعالى . فإذا ملت على ذلك ، فهو مخلد في النار ، وإن مات على الإسلام ، قد نقص عن مراتب المطهرين بسبب الزيادة في سيئاته والنقص من حسناته . قوله : { وَهُوَ مُؤْمِنٌ } الجملة حالية . قوله : { فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً } أي وبضدها تتميز الأشياء ، فالعاصي الظالم يخاف زيادة سيئاته ونقص حسناته لما ورد أنه " يؤخذ من حسناته للمظلوم ، فإن لم يبقى له حسنات ، طرح من سيئات المظلوم عليه " . قوله : ( أي مثل إنزال ما ذكر ) أي الآيات المشتملة على تلك القصص العجيبة الغريبة .