Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 113-115)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَنزَلْنَاهُ } أي على لسان جبريل ، مفرقاً في ثلاث وعشرين سنة على حسب الوقائع . قوله : { عَرَبِيّاً } أي بلغة العرب ، ليعرفوا أنه في الفصاحة والبلاغة خارج عن طوق البشر . قوله : { مِنَ ٱلْوَعِيدِ } أي التخويف . قوله : { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } ( الشرك ) أي يجعلون بينهم وبين الشرك وقاية بأن يؤمنوا . قوله : { أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً } أي موعظة في القلوب ، فينشأ عنها امتثال الأوامر واجتناب النواهي وتكرار المواعظ في القرآن من مزيد رحمته بعباده ، سيما مع إمهالهم وعدم معالجتهم بالأخذ ، ولذلك يقال للكفار يوم القيامة : { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُ } [ فاطر : 37 ] . قوله : { ٱلْمَلِكُ } أي النافذ حكمه وأمره . قوله : { ٱلْحَقُّ } أي الثابت الذي لا يقبل الزوال أزلاً ولا أبداً ؟ قوله : { وَلاَ تَعْجَلْ بِٱلْقُرْءانِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ } المعنى لا تتعجل بقراءة ما ألقاه عليك جبريل في قلبك ، حتى يقرأه عليك ، وسبب ذلك : أن جبريل كان يأتي للنبي بالقرآن ، فيلابس جسمه ويضعه في قلبه ، فيريد النبي التعجيل والنطق به ، فأمره الله أن لا ينطق به حتى يقرأه جبريل باللسان عليه ظاهراً ، وهذا معنى قوله تعالى : { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَٱتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } [ القيامة : 16 - 19 ] والحكمة في تلقي رسول الله عن جبريل ظاهراً ، أنه يكون سنة متبعة لأمته ، فهم مأمورون بالتلقي من أفواه المشايخ ، ولا يفلح من أخذ العلم أو القرآن من السطور ، بل التلقي له سر آخر . قوله : { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً } أي سل ربك الاستزادة من العلوم بسبب توالي نزول القرآن ، فإنها أفضل ما يسأل وأعز ما يطلب ، ومن هنا أمر المشايخ المريدين بتلاوة القرآن والتعبد به ، بعد كمالهم ونظافة قلوبهم ، وما داموا لم يكملوا ، يأمرونهم بالمجاهدة بالذكر ونحوه لتخلص قلوبهم ، والحكمة في ذلك ، أن الغفلة في الذكر أخف منها في القرآن لما في الأثر : " رب قارى للقرآن والقرآن يلعنه " فجعل العارفون للتوصل للقرآن طرقاً يجاهدون أنفسهم فيها ، ليزدادوا بقراءتهم القرآن علوماً ومعارف وأخلاقاً ، وحينئذ فليس تركهم القراءة في المبدإ ، لكون غيره أفضل منه ، بل لينظفوا أنفسهم للقراءة . قوله : ( وصيناه أن لا يأكل من الشجرة ) أي نهيناه عن الأكل منها ، وحتمنا عليه الأكل منها ، فغلب مرادنا على أمرنا . قوله : ( ترك عهدنا ) أي متأولاً حي غلطه إبليس بقوله : { هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ } [ طه : 120 ] وقاسمهما { نِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّاصِحِينَ } [ الأعراف : 21 ] فظن أنه لا يحلف أحد بالله كذباً .