Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 116-121)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ } كررت هذه القصة في سبع سور من القرآن ، تعليماً للعباد امتثال الأمر واجتناب النهي ، وعطف هذه القصة على ما قبلها ، من عطف السبب على المسبب ، لأن هذه القصة سبب في عداوة إبليس لآدم . قوله : { فَسَجَدُوۤاْ } أي جميعاً ، وتقدم الجواب عن سجود الملائكة بأوضح وجه . قوله : { إِلاَّ إِبْلِيسَ } استثناء متصل أو منقطع . قوله : ( كان يصحب الملائكة ) الخ ، توجيه للاتصال لكونه لم يعبر بلكن . قوله : { فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا } النهي لإبليس صورة ، والمراد نهيهما عن تعاطي أسباب الخروج ، فيتسبب عن ذلك حصول التعب له في الدنيا . قوله : ( واقتصر على شقائه ) أي مع أن النهي لهما معاً . قوله : { إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَىٰ } الخ ، قابل الله سبحانه وتعالى بين الجوع والعري ، والظمأ والضحو ، وإن كان الجوع يقابل العطش ، والعري يقابل الضحو ، لأن الجوع ذل الباطن ، والعري ذل الظاهر ، والظمأ حر الباطن ، والضحو حر الظاهر ، فنفى عن ساكن الجنة ، ذل الظاهر والباطن ، وحر الظاهر والباطن . قوله : ( بفتح الهمزة وكسرها ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { قَالَ يٰآدَمُ } بيان لصورة الوسوسة . قوله : { فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا } أي بسبب تساقط حلل الجنة عنهما ، لما أكلا من الشجرة . قوله : ( بسوء صاحبه ) أي يحزنه . قوله : { مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ } أي ورق التين ، فصارا يلزقان بعضه ببعض ، حتى يصير طويلاً عريضاً يصلح للاستتار به . قوله : { وَعَصَىٰ ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ } أي وقع فيما نهى عنه متأولاً ، حيث تخلف ما قصده بأكله من الشجرة ، وضل عن مطلوبه وهو الخلود في الجنة ، فمعصيته وقوعه في المخالفة باعتبار الواقع ، لا في القصد والنية ، بل قصده ونيته امتثال الأمر ، وتجنب ما يوجب الخروج ، وحينئذ فلا يجوز أن يطلق على آدم العصيان والغواية ، من غير اقتران بالتأويل ، ولا نفي اسم العصيان عنه لصريح الآية ، وعلى كل حال ، فالله عنه راض ، وهو معصوم قبل النبوة وبعدها ، من كل ما يخالف أمر الله ، هذا هو الحق في تقرير هذا المقام . واعلم أن الخطأ والنسيان ، يقع من المعصومين للتشريع والمصالح ، كما هو معهود في نصوص الشرع ، وتسمية الله له في حقهم معصية ، من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين . قوله : ( بالأكل من الشجرة ) ، تقدم أنها الحنطة ، وقيل التين ، وقيل غير ذلك .