Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 122-127)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ثُمَّ ٱجْتَبَاهُ } أي اصطفاه واختاره . قوله : ( قبل توبته ) أي بقوله : { رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا } [ الأعراف : 23 ] الخ . قوله : ( إلى المداومة على التوبة ) أي الاستمرار عليها . قوله : { قَالَ ٱهْبِطَا } أي قال الله تعالى لآدم وحواء : اهبطا من الجنة ، لأن مكثهما فيها كان معلقاً على عدم أكلهما من الشجرة ، وقد سبق في علمه تعالى أنهما يأكلان منها ، فهو أمر مبرم ، والمعلق على المبرم مبرم ، فإخراجهما ليس للغضب عليهما ، بل لمزيد شرفهما ورفعة قدرهما ، لأنهما خرجا من الجنة منفردين ، ويعودان إليها بمائة وعشرين صفاً من أولادهما ، لا يحيط بعدة تلك الصفوف إلا الله تعالى . إن قلت : ما الحكمة في تعليق الخروج على الأكل من الشجرة ، ولم يكن بلا سبب ؟ أجيب : بأن الله سبحانه وتعالى كريم ، ومن عادة الكريم ، أن لا يسلب نعمته عن المنعم إليه إلا بحجة ، قال تعالى ذلك ، بأن الله لم يكن مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . قوله : ( أي آدم وحواء ) يحتمل أن ( أي ) حرف نداء ، و ( آدم ) منادى مبني على الضم في محل نصب ، و ( حواء ) معطوف على آدم ، ويحتمل أن أي حرف تفسير ، وآدم وحواء تفسير للضمير في اهبطا . قوله : ( بما اشتملتا عليه ) قصد بذلك التوفيق بين هذه الآية وآية الأعراف ، وحيث جمع فيها ، وتقدم لنا وجه آخر في التوفيق بينهما ، بأن الجمع باعتبار آدم وحواء وإبليس والحية ، وعلى هذا قوله : { بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } باعتبار أن الحية وإبليس عدو لآدم وذريته . قوله : ( من ظلم بعضهم بعضاً ) أي من أجل ظلم بعضهم بعضاً لما في الحديث : " سألت ربي أن لا يسلط على أمتي عدواً من سوى أنفسها فاستجاب لي " . قوله : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى } إن شرطية مدغمة في ما الزائدة و { يَأْتِيَنَّكُم } فعل الشرط مبني على الفتح في محل جزم لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة و { مِّنِّي } متعلق بهدى و { هُدًى } فاعل ، وقوله : { فَمَنِ ٱتَّبَعَ } الخ ، من شرطية ، و { وَٱتَّبَعَ } فعل الشرط . وجملة { فَلاَ يَضِلُّ } جوابه ، وقوله : { وَمَنْ أَعْرَضَ } الخ ، جملة شرطية أيضاً ، والجملتان في محل جزم جواب الشرط الأول . قوله : ( أي القرآن ) في تفسير الهدى والذكر فيما يأتي بالقرآن قصور ، لأن الخطاب مع آدم وذريته ، وهداهم وتذكيرهم أعم من أن يكون بالقرآن أو بغيره من الكتب النازلة على الرسل ، فالمناسب أن يقول أي كتاب ورسول . قوله : ( بالتنوين ) أي وصلاً وإبداله ألفاً وقفاً ، وفي قراءة شاذة ضنكى كسكرى ، بألف بدل عن التنوين ، إجراء للوصل مجرى الوقف . قوله : ( مصدر ) أي وهو لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث ، بل هو بلفظ واحد للجميع ، ولذلك لم يقل ضنكه . قوله : ( بعذاب الكافر في قبره ) أي لما ورد أن يضغط عليه القبر حتى تختلف أضلاعه ، ولا يزال في العذاب حتى يبعث ، وقيل المراد بالمعيشة الضنكى ، الحياة فيما يغضب الله تعالى ، وإن كان في رخاس ونعمة ، إذ لا خير في نعمة بعدها النار ، لما في الحديث : " رب شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً " . قوله : ( أي المعنى عن القرآن ) المناسب أن يقول المعرض عن الهدى لما علمت . قوله : ( أعمى البصر ) أي وذلك في المحشر ، فإذا دخل النار زال عماه ، ليرى مقعده في النار وعذابه بها . قوله : ( الأمر ) { كَذٰلِكَ } قدره إشارة إلى أن كذا خبر لمحذوف . قوله : ( تركتها ولم تؤمن بها ) أي فالمراد بالنسيان الإعراض وعدم الإيمان بها ، وليس المراد حقيقة النسيان ، وحينئذ فلا يصح الاستدلال بهذه الآية ، على أن من حفظ القرآن ثم نسيه ، يحشر يوم القيامة أعمى ، لأنه أمر اختلف فيه العلماء ، فمذهب مالك رضي الله عنه حفظ الزائد عما تصح به الصلاة من القرآن مستحب أكيد ابتداء ودواماً فنسيانه مكروه ، ومذهب الشافعي نسيان كل حرف منه كبيرة تكفر بالتوبة والرجوع لحفظه . قوله : ( أدوم ) أي لأنه لا ينقطع ، بخلاف عذاب الدنيا والقبر .