Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 128-129)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ } الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة على ذلك المحذوف ، والتقدير أعموا فلم يهد لهم . قوله : ( يتبين ) أشار بذلك إلى أن { يَهْدِ } فعل لازم ، والمعنى أعموا فلم يظهر لهم إهلاكنا كثيراً من قبلهم من القرون . قوله : ( مفعول به ) أي وتمييزها محذوف أي قرناً ، وقوله : { مِّنَ ٱلْقُرُونِ } متعلق بمحذوف صفة لذلك التمييز . قوله : ( بتكذيب الرسل ) الباء سببية ، إي إن الإهلاك بسبب تكذيب الرسل وترك الإيمان بالله ورسوله . قوله : ( وما ذكر ) مبتدأ ، وقوله : ( لا مانع منه ) خبره ، والمعنى أن أخذ المصدر من الفعل لصحة المعنى ، لا يتوقف على الحرف المصدري ، بل يسبك المصدر من الفعل بدون سابك ، لتوقف المعنى عليه ، وأما لصحة الإعراب ، فلا يكون غالباً إلا بحرف مصدري . قوله : ( لذوي العقول ) أي السليمة الصافية ، وخصوا بالذكر لأنهم المنتفعون . قوله : { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً } أي إن الله سبحانه وتعالى سبق في علمه تأخير العذاب العام لهذه الأمة ، إكراماً لنبيها ، ولولا ذلك ، لحل بهم كما حل بمن قبلهم من القرون الماضية ، فتأخيره إمهال لا إهمال ، ليتدارك الكافر ما فاته بما بقي من عمره ، فإن تاب قبله ربه . قوله : ( معطوف على الضمير المستتر في كان ) أي والمعنى لكان الإهلاك والأجل المعين له لزاماً ، أي لازماً لهم ، ولم يقل لازمين ، لأن لزاماً مصدر في الأصل ؛ وإن كان هنا بمعنى اسم الفاعل ، وقوله : ( وقام الفصل ) الخ ، أي أن العطف على ضمير الرفع المتصل جائز إذا حصل الفاصل بالضمير المنفصل ، أو فاصل ما كما هنا ، قال ابن مالك : @ وَإنْ عَلَى ضمير رَفْعٍ مُتْصل عَطفت فَافْصُل بِالضَّمِيرِ المُنْفَصِلِ @@ أو فاصل ما . وأحسن ما قرره المفسر أن يجعل قوله : { وَأَجَلٌ مُّسَمًّى } معطوفاً على { كَلِمَةٌ } والمعنى : ولولا كملة وأجل مسمى ، وهو مدة معيشتهم في الدنيا التي قدرها الله لهم ، لكان العذاب العام لازماً .