Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 130-133)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } أي حيث علمت أن تأخير عذابهم ليس بإهمال ، بل هو لازم لهم في القيامة ، فتسل واصبر ولا تنزعج . قوله : ( منسوخ بآية القتال ) أي وعليه فالمراد بقوله اصبر لا تعاجلهم بالقتال ، وقيل إن الآية محكمة ، وعليه فالمراد بالصبر عدم الاضطراب مما صدر منهم من الأذية . قوله : ( صلِّ ) إنما سمى التسبيح والتحميد صلاة لاشتمالها عليهما ، ولأن المقصود من الصلاة تنزيه الله عن كل نقص . والمعنى لا تشتغل بالدعاء عليهم ، بل صلِّ الصلوات الخمس ، ولما كان الأصل في الأمر الوجوب حمل الأمر بالتسبيح والتحميد على الأمر بالصلاة . قوله : ( حال ) أي من فاعل { سَبِّحْ } والباء في { بِحَمْدِ رَبِّكَ } للملابسة كما قال المفسر . قوله : { وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ } جمع إنى بكسر الهمزة والقصر كمعى ، وأصله أأناء بهمزتين ، أبدلت الثانية ألفاً على القاعدة المعروفة . قوله : { وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ } المراد بالجمع ما فوق الواحد ، لأن المراد به الزمن الذي هو آخر النصف الأول وأول الثاني . قوله : ( المنصوب ) أي بسبح . والمعنى صلِّ في أطراف النهار ، وهو الوقت الذي يجمع الطرفين وهو الزوال . قوله : { لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ } متعلق بسبح ، أي سبح في هذه الاوقات لعلك ترضى بذلك ، وانظر إلى هذا الخطاب اللطيف المشعر بأنه صلى الله عليه وسلم حبيب رب العالمين وأفضل الخلق أجمعين حيث قال له ربه { لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ } ولم يقل لعلي أرضى عليك ونحو ذلك ، ومن هنا قوله عليه الصلاة والسلام : " وجعلت قرة عيني في الصلاة " وقول السيدة عائشة رضي الله عنها : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ، فصلاته صلى الله عليه وسلم مأمور بها ليرضى هو ، لا ليكفر الله عنه سيئاته ، ولا ليرضى عليه ، وحينئذ فلا كلفة عليه فيها ، لأن فيها شهوده لربه الذي هو قرة عينه ، وللعارفين الكاملين من أمته ، نصيب من هذا المقام . قوله : { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ } عطف على { فَٱصْبِرْ } أي لا تنظر بعينيك إلى زهرة الدنيا نظر رغبة ، وهذا الخطاب لرسول الله والمراد غيره ، لأن ذلك مستحيل عليه ، لما ورد : أنه خير بين أن يكون نبياً ملكاً ، أو نبياً عبداً ، فاختار أن يكون نبياً عبداً ، وورد " لست من الدنيا ، وليست الدنيا مني " . قوله : ( أصنافاً ) { مِّنْهُمْ } أي الخلق ، فالدنيا دائرة في أصناف الخلق ، فتارة تكون مع الشريف ، وتارة مع الوضيع ، وهكذا . قوله : { زَهْرَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } الأحسن أنه منصوب على أنه مفعول ثان لمتعنا ، بتضمينه معنى أعطينا ، والأول هو قوله : { أَزْوَاجاً } . قوله : ( بأن يطغوا ) الباء سببية ، أي نفتنهم بسبب طغيانهم فيه . قوله : { وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } أي فعلى الإنسان أن يشتغل بما هو خير وأبقى ، وهو الجنة ونعيمها ، ويترك ما يفنى وهو الدنيا ، وقسمته الأزلية تأتيه منها من غير تعب ولا مشقة . قوله : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ } أي أمتك . قوله : { وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا } أي وأمرهم بذلك . قوله : { نَّحْنُ نَرْزُقُكَ } أي نحن متكفلون برزقك ، فتفرغ لما كلفت به ، ولا تشتغل بما تكفلنا لك به . وروي أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أصاب أهل بيته ضيق ، أمرهم بالصلاة وتلا هذه الآية . قوله : { وَٱلْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ } أي الجميلة المحمودة لأهل التقوى . قوله : ( أي المشركون ) أي وهم كفار مكة . قوله : ( مما يقترحونه ) أي يطلبونه هنا كما تقدم في قوله تعالى : { وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعاً } [ الإسراء : 90 ] الآيات . قوله : { أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ } الهمزة داخلة على محذوف ، والواو عاطفة على ذلك المحذوف ، أي أعموا ولم تأتهم الخ . قوله : ( بالتاء والياء ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { مَا فِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰذ } أي الكتب المتقدمة ، والمعنى ألم يكتفوا بالقرآن المحتوي على أخبار الأمم الماضية .