Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 16-20)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله : ( من خير وشر ) بيان لما قوله : { فَلاَ يَصُدَّنَّكَ } الخطاب لموسى ، والمراد غيره ، والفعل مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة . قوله : { فَتَرْدَىٰ } منصوب بفتحة مقدرة على الألف ، بأن مضمرة بعد فاء السببية في جواب النهي . قوله : { وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يٰمُوسَىٰ } أي بعد أن خلع عليه خلعة النبوة والرسالة ، بسط له الكلام ، ليزداد حباً وشغفاً ، ويؤيده بالمعجزات الباهرة ، و { مَا } اسم استفهام مبتدأ و { تِلْكَ } اسم إشارة خبر ، وقوله : { بِيَمِينِكَ } متعلق بمحذوف حال ، والعامل فيه معنى الإشارة ، وهذا أحسن من جعل تلك اسماً موصولاً بمعنى التي ، وبيمينك صلتها ، لأنه ليس مذهب البصريين . قوله : ( الاستفهام للتقرير ) أي فحكمة الاستفهام كون موسى يقر ويعترف بصفات تلك العصا ، فيمنحه فوق ما يعلم منها ، وليس المراد حقيقة الاستفهام الذي هو طلب الفهم ، فإنه مستحيل عليه تعالى لعلمه بها . قوله : { قَالَ هِيَ عَصَايَ } أي وكانت من آس الجنة ، نزل بها آدم منها ، ثم ورثها شعيب ، فلما زوجه ابنته ، أمرها أن تعطيه عصا يدفع بها السباع عن غنمه ، وكانت عصا الأنبياء عنده ، فوقع في يدها عصا آدم ، فأخذها موسى بعلم شعيب ، وإنما زاد في الجواب ، لأن المقام مقام مباسطة وخطاب الحبيب ، ولا شك أن الزيادة في الجواب في هذا المقام ، مما يريح الفؤاد ، وإلا فكان يكفيه أن يقول هي عصاي . قوله : ( عند الوثوب ) أي النهوض للقيام . قوله : { وَأَهُشُّ } بضم الهاء ، من هش يهش ، بمعنى خبط الشجر ليسقط ورقه ، وأما هش يهش بكس الهاء ، فيقال على اللين والاسترخاء وسرعة الكسر والبشاشة . قوله : { وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ } أجمل في هذا الجواب ، إما حياء من الله تعالى لطول الكلام ، أو اتكالاً على علمه تعالى . قوله : ( كحمل الزاد ) أشار بالكاف إلى أن لها منافع أخرى ، فكان يستقي بها الماء من البئر ، فيجعلها موضع الحبل ، وكل شعبة من شعبتيها تصير دلواً ممتلئاً ، وكانت تماشيه وتحادثه ، وكان يضرب بها الأرض ، فيخرج له ما يأكله يومه ، ويركزها فيخرج الماء ، فإذا رفعها ذهب الماء ، وكان إذا اشتهى ثمرة ركزها ، فتغصن غصنين ، فصارت شجرة وأورقت وأثمرت ، وكانت شعبتان تضيئان بالليل كالسراج ، وإذا ظهر له عدو كانت تحاربه . قوله : { فَأَلْقَاهَا } أي طرحها على الأرض . قوله : { فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ } عبر عنها بالحية ، وفي آية أخرى بثعبان ، وفي أخرى بأنها كالجان ، ووجه المجمع أشار له المفسر بقوله : ( تمشي على بطنها سريعاً كسرعة الثعبان ) الخ . والحاصل أن تسميتها حية باعتبار كونها ثعباناً عظيماً ، وجاناً باعتبار سرعة مشيتها . قوله : ( المسمى بالجان ) أي وهو الثعبان الصغير ، وأما الجن فهو النوع المعروف .