Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 21-23)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَالَ خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ } إنما حصل له الخوف ، لأن صورتها هائلة ، فشعبتاها صارتا شدقين لها ، والمحجن عنقها ، وعيناها تتقدان ناراً تمر بالشجرة العظيمة فتقلمها ، وتقطع الشجرة العظيمة بأنيابها ، ويسمع لأنيابها صوت عظيم ، فظن أنها سطوة من الله عليه ، فولى مدبراً ولم يعقب ، فلما قال الله له : { خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ } تبين له أنها نعمة لا نقمة . قوله : ( فأدخل يده ) أي مكشوفة ، وقيل كان عليه مدرعة صوف ، فلما قال له خذها ، لف كم المدرعة على يده ، فأمره الله أن يكشف يده وقال : أرأيت لو أذن الله لها ، أكانت المدرعة تغني عنك شيئاً ؟ قال : لا ، ولكني ضعيف ، من الضعف خلقت ، فكشف عن يده ثم وضعها في فم الحية . قوله ( وتبين ) هو فعل ماض ، وفاعله ضمير يعود على موسى أي علم . قوله : ( أن موضع ) ألخ ، في محل المفعول به . قوله : ( موضع مسكها ) أي الاتكاء عليها ، والمعنى أنه لما وضع يده في فمها ، وانقلبت عصا ويده بحالها ، رأى محل يده هو ما بين الشعبتين ، فالشعبتان صارتا شدقين ، وصار ما تحتهما وهو محل مسكها بيده عنقاً لها . قوله : ( ورأى ذلك ) أي بصر الله موسى قلبها حية في ذلك الوقت لئلا يجزع ، الخ . قوله : ( لدى فرعون ) أي عنده . قوله : ( بمعنى الكف ) أي لا بمعنى حقيقتها ، وهي من الأصابع إلى المنكب ، قوله : ( تحت العضد ) بيان للمواد من الجنب ، وقوله : ( إلى الإبط ) أي من المرفق منتيهاً إلى الإبط . قوله : ( من الأدمة ) أي السمرة . قوله : { مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ آيَةً } متعلق بتخرج ، وهذا يسمى عند أهل البيان احتراساً وهو أن يؤتى بشيء يرفع توهم غير المواد ، لأن البياض قد يراد به البرص والبهق ، قوله : ( تضيء كشعاع الشمس ) أي فكان إذا أدخل يده اليمنى في جيبه ، وأدخلها تحت إبطه الأيسر وأخرجها ، كان لها نور ساطع ، يضيء بالليل والنهار ، كضوء الشمس والقمر أشد ضوءاً ، ثم إذا ردها إلى جيبه ، صارت إلى لونها الأول . قوله : ( الآية ) { ٱلْكُبْرَىٰ } قدره إشارة إلى أن { ٱلْكُبْرَىٰ } صفة لمحذوف مفعول ثاني لقوله نريك ، والكاف مفعول أول ، والكبرى اسم تفضيل ، والمعنى التي هي أكبر من غيرها ، حتى من العصا ، لأنها لم تعارض أصلا ، وأما العصا فقد عارضها السحرة .