Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 24-35)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ } أي بهاتين الآيتين ، وهما العصا واليد ، روي أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام : اسمع كلامي ، واحفظ وصيتي ، وانطلق برسالتي ، فإنك بعيني وسمعي ، وإن معك يدي نصري ، وإني ألبسك جبة من سلطاني ، تستكمل بها القوة في أمرك ، أبعثك إلى خلق ضعيف من خلقي ، بطر نعمتي ، وأمن مكري ، وغرته الدنيا ، حتى جحد حقي ، وأنكر ربوبيتي ، أقسم بعزتي ، لولا الحجة التي وضعت بيني وبين خلقي ، لبطشت به بطشة جبار ، ولكن هان علي وسقط من عيني ، فبلغه رسالتي ، وادعه إلى عبادتي ، وحذره نقمتي ، وقل له قولاً ليناً ، لا يغتر بلباس الدنيا ، فإن ناصيته بيدي ، لا يطرف ولا يتنفس إلا بعلمي ، فسكت موسى سبعة أيام لا يتكلم ، ثم جاءه الملك فقال له : أجب ربك فيما أمرك ، فعند ذلك قال : { رَبِّ ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي } الخ . قوله : ( وسعه لتحمل الرسالة ) أي فإنك كلفتني بأمر عظيم ، لا يقوى عليه إلا من شرحت صدره وقويته . قوله : { وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي } أي لكنة حاصله فيه ، وقد أجيب بحلها ، فعاد لفصاحته الأصلية ، وهذا هو الأحسن ، وقيل زال بعضها بدليل قوله هو أفصح مني لساناً ، وقول فرعون ولا يكاد يبين ، ورد بأن معنى هو أفصح ، أنه لم يطرأ عليه لكنة ، قول فرعون باعتبار ما يعهده منه . قوله : ( بجمرة وضعها ) الخ ، أي وذلك أن موسى لاعبه فرعون ذات يوم ، فنتف لحيته ولطمه على وجهه ، فاغتم وهم بقتله ، فقالت له زوجته آسية بنت مزاحم : مثل هذا الغلام لا يغتم منه ، لا يفرق بين الثمرة والجمرة ، فأتى له بطشت فيه تمر ، وقيل جوهر : وبطشت فيه جمر ، فأراد أن يأخذ الثمرة أو الجوهر ، فأخذ جبريل بيده ووضعها على الجمر ، فأخذ جمرة ووضعها على فيه فاحترق لسان ، وصار في لكنة . قوله : { يَفْقَهُواْ قَوْلِي } مجزوم في جواب الدعاء . قوله : { وَزِيراً } من الوزر وهو الثقل ، سمي بذلك لأنه يحتمل مشاق الملك ، ويعينه على أموره ويقوم بها ، قوله : ( مفعول ثاني ) أي والأول وزيراً ، والأحسن عسكه ، بأن يجعل { وَزِيراً } مفعولاً ثانياً مقدماً ، و { هَارُونَ } مفعول أول مؤخر ، لأن القاعدة إذا اجتمع معرفة ونكرة ، يجعل المفعول الأول هو المعرفة ، لأن أصله المبتدأ ، والنكرة المفعول الثاني ، لأن أصله الخبر ، ووزيراً نكرة ، وهارون معرفة بالعلمية . قوله : ( والفعلان بصغيتي الأمر والمضارع ) الخ ، حاصل ما هنا ، أن القراءات السبعية خمس ، اثنتان عند الوقف على ياء أخي ، وعما قراءة الفعلين بصيغتي الأمر ، فتضم الهمزة في الأول ، وتفتح في الثاني ، والمضارع فتفتح في الأول ، وتضم الثاني ، وثلاثة عند وصل أخي بما بعده ، وهي أن تسكن الياء ممدودة قدر ألفين ، مع قراءة الفعلين بالمضارع أو تفتحها ، والفعلان بالأمر ، أو تحذفها وهما بالأمر أيضاً . قوله : ( وهو جواب الطلب ) أي وهو اجعل لي . قوله : { كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً } تعليل لكل من الأفعال الثلاثة التي هي : اجعل واشدد وأشرك .