Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 3-8)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { تَذْكِرَةً } مفعولاً لأجله ولتشقى كذلك ، وإنما نصب الثاني دون الأول ، لأن فاعل الذكرى والإنزال هو الله ، بخلاف الأول . قوله : { لِّمَن يَخْشَىٰ } أي لمن في قلبه رقة يتأثر بالمواعظ . قوله : ( بدل من اللفظ ) أي عوض عن التلفظ والنطق بفعله المقدر ، والأصل نزلناه تنزيلاً ، فحذف الفعل وجوباً ، لنيابة المصدر عنه في المعنى والعمل . قوله : ( هو ) قدره إشارة إلى أن { ٱلرَّحْمَـٰنُ } خبر لمحذوف ، وحينئذٍ فيكون نعتاً مقطوعاً قصد به المدح . قوله : ( سرير الملك ) أي الذي يجلس عليه الملك ، قال تعالى في حق بلقيس { قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا } [ النمل : 41 ] . قوله : ( استواء يليق به ) هذه طريقة السلف الذين يفوضون علم المتشابه لله تعالى ، ومن ذلك جواب الإمام مالك رضي الله عنه ، عن معنى الاستواء على العرش في حقه تعالى ، حيث قال للسائل : الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، أخرجوا عني هذا المبتدع ، وأما الخلف وهم من بعد الخمسمائة ، فيؤولونه بمعنى صحيح لائق به سبحانه وتعالى فيقولون : إن المراد بالاستواء ، الاستيلاء بالتصرف والقهر ، فالاستواء له معنيان ، الركوب والجلوس ، والاستيلاء بالقهر والتصرف ، وكلا المعنيين وارد في اللغة ، يقال استوى السلطان على الكرسي ، بمعنى جلس واستوى على الأقطار ، بمعنى ملك وقهر ، ومن الثاني قول الشاعر : @ قد اسْتَوَى بشر عَلَى الْعِرَاقِ مِنْ سَيْفٍ وَدَم مِهراق @@ وحينئذٍ ، فالمتعين إطلاقه عليه تعالى بهذا المعنى هو الثاني . قوله : ( من المخلوقات ) بيان للثلاثة . قوله : ( هو التراب الندي ) أي الذي فيه نداوة ، فإن لم يكن ندياً فهو تراب ، ولا يقال له ثرى . قوله : { وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ } المقصود منه النهي عن الجهر ، لغير أمر شرعي ، كأنه يقول : إن الله غني عن الجهر ، فلا تجهد نفسك به ، فالجهر بالذكر أو الدعاء أو القراءة يقصد إسماع الله تعالى ، إما جهل أو كفر ، وإما لغرض آخر ، كإرشاد العباد ، وحضور القلب ، ودفع الشواغل والوسوسة فهو مطلوب . قوله : ( فالله غني ) الخ ، قدره إشارة إلى أن جواب الشرط محذوف ، وقوله : { فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ } الخ ، تعليل لذلك المحذوف . قوله : { وَأَخْفَى } هو أفعل تفضيل ، أي والذي هو أخفى من السر . قوله : ( أي ما حدثت به النفس ) الخ ، هذا أحد أقوال في تفسير السر وأخفى ، وقال ابن عباس : السر ما أسره ابن آدم في نفسه ، وأخفى ما أخفى على ابن آدم مما هو فاعله وهو لا يعلمه ، فالله يعلم ذلك كله ، وعلمه فيما مضى من ذلك وما يستقبل علم واحد ، وجميع الخلائق في علمه كنفس واحدة . قوله : ( فلا تجهد ) بفتح التاء والهاء ، أو ضم التاء وكسر الهاء من جهد وأجهد ، أي لا تتعب نفسك بالجهر ، بقصد إسماع الله تعالى ، وهذا نهي له صلى الله عليه وسلم ، والمراد به غيره . قوله : ( والحسنى مؤنث الأحسن ) أي فهو اسم تفضيل ، يوصف بها الواحد من المؤنث والجمع من المذكر الغير العاقل كما هنا .