Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 9-10)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } استفهام للتشويق والتقرير في ذهن السامع ، والجملة مستأنفة ، خطاب لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، كأن الله يقول له : إنا أرسلناك بالتوحيد ، ولا غرابة في ذلك ، فإنه أمر مستمر فيما بين الأنبياء ، كابراً عن كابر ، وقد خوطب به موسى حيث قيل له : { إِنَّنِيۤ أَنَا ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاۤ أَنَاْ فَٱعْبُدْنِي } [ طه : 14 ] وبه ختم موسى مقالته حيث قال : { إِنَّمَآ إِلَـٰهُكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } [ طه : 98 ] فالمقصود من الاستفهام ، تشويق السامع ليتلقى ما ذكر بتطلع والتفات وحضور قلب ، لا حقيقته ، فإنه مستحيل عليه تعالى ، أو أن { هَلْ } بمعنى ( قد ) كما قال المفسر . قوله : { إِذْ رَأَى نَاراً } ظرف لحديث . قوله : ( امرأته ) أي وهي بنت شعيب واسمها صفورا ، وقيل صفوريا ، وقيل صفورة ، واسم أختها ليا ، وقيل شرفا ، وقيل عبدا ، واختلف في التي تزوجها ، فقيل هي الصغرى ، وقيل الكبرى ، وتقدم ذلك . قوله : { ٱمْكُثُوۤاْ } إنما أتى بجمع الذكور ، وإن كان الخطاب لامرأته ، تعظيماً أو مراعاة لمن معها من الخدم والأولاد . قوله : ( وذلك في مسيره ) الخ ، روي أنه عليه السلام ، استأذن شعيباً عليه السلام في الخروج إلى أمه وأخيه بمصر ، فخرج بأهله وأخذ على غير الطريق ، مخافة من ملوك الشام ، فلما وافى وادي طوى ، وهو الجانب الغربي من الطور الذي هو بفلسطين ، لأنه هو الذي على يمين المتوجه من مدين ، وقيل هو الذي بين مصر وأيلة ، ورد بأنه على يسار المتوجه من مدين إلى مصر كما هو مشاهد ، وقد قال تعالى : { وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنِ } [ مريم : 52 ] ولد له ولد في ليلة مظلمة شاتية باردة ، وكانت ليلة الجمعة ، وقد أخطأ الطريق ، وتفرق ماشيته ولا ماء عنده ، وقدح زنده فلم يخرج ناراً ، فبينما هو في ذلك ، إذ رأى عن يسار الطريق من جانب الطور ناراً ، فأمر أهله بالمكث ، لئلا يتبعوه فيما عزم عليه من الذهاب إلى النار كما هو المعتاد ، لا لئلا يتنقلوا إلى موضع آخر ، فإنه مما لا يخطر بالبال ، فلما وصل إلى تلك النار التي أبصرها ، خاطبه الله وأرسله إلى فرعون ، وخلف أهله في الموضع الذي تركهم فيه ، فلم يزالوا مقيمين فيه ، حتى مر بهم راع من أهل مدين ، فعرفهم فحملهم إلى شعيب ، فمكثوا عنده ، حتى جاوز موسى ببني إسرائيل البحر ، وغرق فرعون وقومه ، فبعثهم إلى موسى بمصر . قوله { إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً } من الإيناس وهو الإبصار ، ومنه إنسان العين لأنه يبصر الأشياء . قوله : { أَوْ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ هُدًى } أو مانعة خلو يجوز الجمع ، وعلى بمعنى عند ، أي عند النار . قوله : ( وكان أخطأها ) أي لأنه سار على غير الطريق ، مخافة من ملوك الشام . قوله : ( لعدم الجزم بوفاء الوعد ) لأنه لا يدري ما يفعل الله به .