Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 83-85)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمَآ أَعْجَلَكَ عَن قَومِكَ يٰمُوسَىٰ } { مَآ } استفهامية مبتدأ ، { أَعْجَلَكَ } خبره ، و { عَن قَومِكَ } متعلق بأعجلك ، والمعنى أي شيء جعلك متعجلاً عن قومك وسابقاً لهم . وحاصل ذلك ، أن الله سبحانه وتعالى ، وعد موسى ثلاثين يوماً وأتمها بعشر ، بعد إغراق فرعون وقومه ، يصومها ولا يأكل ولا يشرب ولا ينام فيها ، وأمره تعالى أن يحضر من قومه سبعين رجلاً ، يختارهم من بني إسرائيل ، ليذهبوا معه إلى الطور ، لأجل أن يأخذوا التوراة ، فخرج بهم وخلف هارون على من بقي ، وفي رواية أنه أمر هارون أن لا يأتي بهم عند تمام الميقات ، فسار موسى بالسبعين ، ثم عجل من بينهم تشوقاً ، إلى ربه ، وخلفهم وراءه ، وأمرهم أن يتبعوه إلى الجبل ، فقال تعالى له : { وَمَآ أَعْجَلَكَ } الخ ، والمقصود من سؤال الله تعالى لموسى ، إعلامه بما حصل من قومه ، وإلا فيستحيل عليه تعالى السؤال لطلب الفهم . قوله : { عَن قَومِكَ } سياق المفسر يقتضي أن المراد بهم جملة بني إسرائيل ، وأيده جماعة من المفسرين . قوله : ( لمجيء ميعاد أخذ التوراة ) أي لمجيئك في ميعاد أخذ التوراة . قوله : { قَالَ هُمْ أُوْلاۤءِ عَلَىٰ أَثَرِي } { هُمْ } مبتدأ ، و { أُوْلاۤءِ } خبر ، وقوله : { عَلَىٰ أَثَرِي } خبر بعد خبر . قوله : ( أي زيادة على رضاك ) أي فسارعت إلى امتثال أمرك ، طلباً لزيادة رضاك ، لا لأصل الرضا ، فإنه حاصل ، وطلبه لا يليق بحال الأنبياء . قوله : ( وقيل الجواب ) أي جواب السؤال وهو قوله : { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ } . قوله : ( أتى بالاعتذار ) أي عن سبقه لقومه ، وقوله : ( بحسب ظنه ) متعلق بالاعتذار . قوله : ( وتخلف المظنون لما ) { قَالَ } ( تعالى ) أي ظهر لموسى أن ظنه تخلف حين أخبره الله بأن قومه قد عبدوا العجل ، وهذا يؤيد ما قلناه أولاً ، أن المراد بالقوم جميع بني إسرائيل . قوله : ( أي بعد فراقك لهم ) أي بعشرين يوماً وهذا الإخبار من الله تعالى عند تمام الأربعين . قوله : { وَأَضَلَّهُمُ ٱلسَّامِرِيُّ } اسمه موسى بن ظفر ، منسوب إلى سامرة قبيلة من بني إسرائيل ، كان منافقاً ، وكان قد رباه جبريل ، لأن فرعون لما شرع في ذبح الولدان ، وضعته أمه في حفرة ، فتعهده جبريل ، وكان يغذيه من أصابعه الثلاثة ، فيخرج له من إحداها لبن ، ومن الأخرى سمن ، ومن الأخرى عسل .