Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 10-14)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً } كلام مستأنف قصد به التبكيت عليهم . والمعنى : كيف تعرضون عن كتاب فيه شرفكم وعزكم ، لأنه بلسانكم وعلى لغتكم ، فكان بمقتضى الحمية والعقل ، أن تعظموا هذا الكتاب ، وهذا النبي الذي جاء به ، وتكونوا أول مؤمن به ؛ فإعراضكم عنه دليل على عدم عقلكم . قوله : { فِيهِ ذِكْرُكُمْ } أي الثناء عليكم بالجميل ، أو شرفكم ومواعظكم . وقوله : { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة على ذلك المحذوف ، والتقدير أجهلتم فلا تعقلون أن الأمر كذلك ؟ قوله : { وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ } { كَمْ } خبرية مفعول مقدم لقصمنا ، و { مِن قَرْيَةٍ } بيان لكم قوله : ( أي أهلها ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف ، والمقصود من هذه الآية ، تحذير الكفار من هذه الأمة ، عن عدم الإيمان والرجوع عن الكفر ، بأنهم لا يغرنهم سعة الدنيا عليهم ، والتفاخر بالأموال والأولاد ، كأن الله يقول لهم : لا تغتروا بذلك ، فإننا أهلكنا كثيراً من أهل القرى الكفار ، وما جرى عليهم يجري عليكم ، وأهل القرى : قيل المراد بهم الأمم الماضية ، كقوم نوح ولوط وصالح وشعيب وغيرهم ، وقيل المراد بهم أهل قرية باليمن تسمى حضور بوزن شكور ، بعث الله عليهم موسى بن ميشا بن يوسف بن يعقوب نبياً قبل موسى بن عمران ، فكذبوه وقتلوه ، فسلط الله عليهم بختنصر ، فقتل رجالهم وسبى نساءهم ، فلما استمر فيهم القتل هربوا ، فقالت الملائكة لهم استهزاء : لا تركضوا وارجعوا إلى مساكنكم وأموالكم ، لعلكم تسألون شيئا من دنياكم ، فإنكم أهل نعمة وغنى ، فاتبعهم بختنصر وأخذتهم السيوف ، ونادى منادي من جو السماء : يا ثارات الأنبياء ، فلما رأوا ذلك أقروا بالذنوب ، حيث لم ينفعهم ، فعلى القول الأول كم واقعة على القرى ، وعلى الثاني واقعة على أشخاص تلك القرية . قوله : ( أي شعر أهل القرية ) بفتح العين بمعنى علم ، وأما بالضم فمعناه تكلم بالشعر ضد النثر قوله : ( يهربون ) أي فالركض كناية عن الهرب . قوله : ( استهزاء بهم ) جواب عما يقال : إن الملائكة معصومون من الكذب ، فكيف يقولون لهم ذلك ، مع علمهم بأنهم مهلكون عن آخرهم ؟ فأجاب بأن هذا القول ليس على حقيقته ، بل سخرية بهم على حد : { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } [ الدخان : 49 ] . قوله : { وَمَسَاكِنِكُمْ } بالجر عطفاً على { مَآ } . قوله : ( شيئاً من دنياكم ) أي فأنتم أهل سخاء وغنى تعطون الفقراء ، وهذا توبيخ وتهكم بهم . قوله : ( بالكفر ) أي وقتل موسى .