Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 28-30)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } أي فهم يراقبونه في جميع أحوالهم ، فلا يقدمون على قول ولا عمل بغير مراده ، لعلمهم بأنه تعالى محيط بهم . قوله : { إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ } أي إن كان مؤمناً فلا يقدمون على الشفاعة ، إلا لمن علموا أن الله راض عنه ويقبل شفاعتهم فيه . قوله : { وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } أي وجلون لا يأمنون مكره ، والإشفاق الخوف مع الإجلال ؛ ويرادفه الخشية . قوله : { وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ } أي من الملائكة المحدث عنهم أولاً بقوله : { بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ } [ الأنبياء : 26 ] وهذا على سبيل الفرض والتقدير ، لأنهم معصومون من الكفر والمعاصي ، ويحتمل أن القول قد وقع من بعضهم ( وهو إبليس ) كما قال المفسر ، وكونه من الملائكة ، باعتبار أنه كان بينهم وملحقاً بهم في العبادة حتى قيل : إنه كان أعبدهم . قوله : ( دعا إلى عبادة نفسه ) أي لأجل الاضلال والإغواء ، ولا مانع من ذلك ، كما يقع لبعض الزنادقة من تشكيلاته لهم في الصور النيرة ، كالقمر والشمس وغير ذلك ، ودعواه أنه رب العالمين ، وكما وقع لبرصيصا العابد ، حيث أتى له وهو ومصلوب وقال له : اسجد لي وأنا أخلصك ، وإن كان في الواقع معترفاً بالعبودية لله تعالى وآيساً من رحمته . إذا علمت ذلك ، فكلام المفسر لا غبار عليه . قوله : { كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ } أي أياها . قوله : { أَوَلَمْ يَرَ } الهمزة داخلة على محذوف ، والواو عاطفة عليه ، والتقدير ألم يتفكروا ولم يعلموا . قوله : ( بواو ودونها ) قراءتان سبعيتان . قوله : { يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } الخ ، شروع في ذكر ستة أدلة على التوحيد ، وأن ما سوى الله مقهور ، وهو القاهر فوق عباده . قوله : { كَانَتَا رَتْقاً } أي شيئاً واحداً ، لما روي أن الله خلق السماوات ، والأرض بعضها على بعض ، ثم خلق ريحاً توسطها ففتقها بها ، وقيل خلق السماوات قطعة واحدة مرتفعة ، والأرض قطعة واحدة منخفضة ، فجعل السماوات سبعاً ، والأرض سبعاً ، لكن السماوات طباق ، والأرض مختلف فيها ، قيل مجاوزة لبعضها ، كناية عن الأقاليم السبعة ، وتقدم الجواب عن جميع السماوات وإفراد الأرض ، بأن جنس السماوات مختلف بخلاف الأرض . قوله : ( أن كانت لا تمطر ) بفتح الهمزة مصدرية ، أي كونها لا تمطر فأمطرت . قوله : { مِنَ ٱلْمَآءِ } الجار والمجرور متعلق بمحذوف مفعول ثان مقدم ، و { كُلَّ شَيْءٍ } مفعول أول مؤخر ، والمعنى ناشئاً ومتسبباً عنه . قوله : ( نبات وغيره ) أي فالحياة في كل شيء بحسبه ، فحياة الحيوان قيام الروح به ، وحياة النبات بروزه من الأرض وخضرته وإثماره .