Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 52-58)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ } ظرف لقوله : { آتَيْنَا } أو لمحذوف أي اذكر . قوله : { لأَبِيهِ } أي آزر . قوله : { ٱلتَّمَاثِيلُ } جمع تمثال ، وهو الصورة المصنوعة من رخام أو نحاس أو خشب ، وكانت تلك الأصنام اثنين وسبعين صنماً ، بعضها من ذهب ، وبعضها من فضة ، وبعضها من حديد ، وبعضها من رصاص ، وبعضها من نحاس ، وبعضها من حجر ، وبعضها من خشب ، وكان كبيرها من ذهب مكللاً بالجواهر ، وفي عينيه ياقوتتان متقدتان تضيئات بالليل . قوله : { عَاكِفُونَ } عبر بالعكوف الذي هو عبارة عن الاستمرار على الشيء لغرض ما ، ولم يعبر بالعبادة تحقيراً لهم . قوله : { قَالُواْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا } الخ ، أجابو بذلك ، وإن كان غير موافق لسؤاله بما لأنه مآل سؤاله ، إذ هو يعرف حقيقتها من كونها من ذهب أو غيره ، كأنه قال : ما هي ؟ لأي شيء عبدتموها ، وحينئذ فلم يكن لهم جواب إلا التقليد . قوله : { فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي لعدم استنادكم إلى دليل . قوله : { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا بِٱلْحَقِّ } الخ ، أي لما استبعدوا تضليل آبائهم ، ظنوا أن ما قاله على وجه اللعب فقالوا : أصدق ما تقوله ؟ أم أنت هازل فيه ؟ . قوله : { قَالَ بَل رَّبُّكُمْ } الخ ، إضراب عن قولهم بإقامة البرهان على صدق ما ادعاه . قوله : { وَأَنَاْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ } أي على ما ذكرته من كون { رَّبُّكُمْ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } دون ما عداه . قوله : { مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ } أي العالمين بالبرهان . قوله : { وَتَٱللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ } انتقال من دلالة قولية إلى دلالة فعلية ، فلما لم يفد فيهم الدليل القولي ، عدل إلى الدليل الفعلي هو الكسر ، والمعنى لأجتهدن في كسرها ، وأكيدنكم فيها . قوله : ( بعد ذهابهم إلى مجتمعهم ) أي وقد ذهب معهم إبراهيم ، فلما كان في أثناء الطريق ، ألقى نفسه وقال : إني سقيم ، اشتكى رجله فتركوه ومضوا ، ثم نادى في آخرهم ، وقد بقي ضعفاء الناس : تالله لأكيدن أصنامكم ، فسمعها الضعفاء ، فرجع إبراهيم إلى بيت الأصنام ، وقبالة الباب صنم عظيم ، وإلى جنبه أصغر منه ، وهكذا كل صنم أصغر من الذي يليه ، وكانوا وضعوا عند الأصنام طعاماً يأكلون منه ، إذا رجعوا من عيدهم إليهم ، فقال لهم إبراهيم ألا تأكلون ؟ فلم يجيبوه فكسرها . قوله : ( بضم الجيم وكسرها ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، وقرئ شذوذاً بفتحها . قوله : ( بفأس ) هو مهموز الآلة التي يكسر بها الحجر . قوله : { إِلاَّ كَبِيراً لَّهُمْ } أي لم يكسره بل تركه ، والضمير في { لَّهُمْ } يصح أن يعود على الأصنام أو على عابديها .