Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 59-64)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { مَن فَعَلَ هَـٰذَا } أي التكسير ، و { مَن } يحتمل أن تكون استفهامية مبتدأ ، و { فَعَلَ هَـٰذَا } خبره أو موصولة ، و { فَعَلَ } صلته ، و { إِنَّهُ لَمِنَ ٱلظَّالِمِينَ } خبره . قوله : { قَالُواْ سَمِعْنَا فَتًى } القائل هم الضعفاء من قوم إبراهيم الذين سمعوا حلفه . قوله : ( أي يعيبهم ) أي ينقصهم ويستهزئ بهم . قوله : { يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ } مرفوع على أنه نائب فاعل يقال على إرادة لفظه ، أو مبتدأ خبره محذوف ، أي يقال له إبراهيم فاعل ذلك ، أو منادى ، وحرف النداء محذوف ، أو خبر لمحذوف ، أي يقال له هذا ابراهيم . قوله : { قَالُواْ فَأْتُواْ بِهِ } القائل لذلك النمروذ . قوله : { لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ } أي لعل الناس يشهدون عليه بفعله ، بأن يكون أحد من الناس رآه يكسرها . قوله : ( بتحقيق الهزتين ) أي بإدخال ألف بينهما وتركه ، فتكون القراءات السبعيات خمساً ، وحاصلها أن الهمزتين إما محققتان ، أو الثانية مسهلة ، وفي كل إما بإدخال ألف بينهما أولا ، فهذه أربع ، والخامسة إبدال الثانية ألفاً . قوله : { قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا } اعلم أن هذا من التعريض ، لأن القاعدة أنه إذا دار الفعل بين قادر عليه ، وعاجز عنه ، وأثبت للعاجز بطريق التهكم به ، لزم منه انحصاره في الآخر ، فهو إشارة لنفسه ، مضمناً فيه الاستهزاء والتضليل . وقوله : { هَـٰذَا } بدل من { كَبِيرُهُمْ } أو نعت له ، ورد أن ابراهيم قال لهم : إن الكبير غضب من إشراككم معه غيره الصغار في العبادة فكسرهن ، وأراد بذلك إقامة الحجة عليهم . قوله : { إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ } أي إن كانوا ممن يمكن أن ينطق ، وخص النطق بالذكر ، وإن كان غيره من السمع والعقل وبقية أوصاف العقلاء كذلك لأنه أظهر في تبكيتهم . قوله : ( فيه تقديم جواب الشرط ) أي وهو قوله : { فَاسْأَلُوهُمْ } وفيه إشارة إلى أن قوله : { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا } مرتبط بقوله : { إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ } والمعنى بل فعله كبيرهم هذا ، إن كانوا ينطقون فاسألوهم . قوله : { فَرَجَعُوۤاْ إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ } أي إلى عقولهم ، وتذكروا أن من لا يقدر على دفع المضرة ، أو جلب المنفعة ، كيف يصلح أن يكون إلهاً ؟