Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 69-73)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { كُونِي بَرْداً وَسَلَٰماً } أي ابردي برداً غير ضار . ورد أنه لما ألقي ، أخذت الملائكة بضبعيه ، فأقعدوه على الأرض ، فإذا عين ماء عذب وورد أحمر ونرجس ، وأتاه جبريل بقميص من حرير الجنة وطنفسة ، فألبسه القميص وأقعده على الطنفسة ، وجلس معه يحدثه ويقول له : يا إبراهيم إن ربك يقول لك : أما علمت أن النار لا تضر أحبائي ؟ قال إبراهيم : ما كنت أياماً قط ، أنعم مني من الأيام التي كنت في النار ، ثم نظر نمروذ ، وأشرف على إبراهيم من صرح له ، فرآه جالساً في روضة والملك قاعد إلى جنبه ، فناداه يا إبراهيم إن إلهك الذي بلغت قدرته ، أن حال بينك وبين النار لكبير ، هل تستطيع أن تخرج منها ؟ قال : نعم ، قال هل تخشى إذا قمت أن تضرك ؟ قال : لا ، قال : قم فاخرج منها ، فقام إبراهيم يمشي فيها حتى خرج منها ، فلما وصل إليه قال له : يا إبراهيم من الرجل الذ رأيت معك مثلك في صورتك قاعداً إلى جنبك ؟ قال : ذلك ملك الظل ، أرسله إلي ربي ليؤنسني فيها ، قال نمروذ : يا إبراهيم إني مقرب إلى إلهك قرباناً ، لما رأيت من قدرته وعزته فيما صنع بك ، حين أبيت إلا عبادته وتوحيده ، وإني ذابح له أربعة آلاف بقرة ، قال إبراهيم : إذاً لا يقبل الله منك ما كنت على دينك حتى تفارقه وترجع إلى ديني ، فقال : لا أستطيع ترك ملكي ، ولكن سوف أذبحها له فذبحها له نمروذ ، وكف عن إبراهيم عليه السلام . قوله : ( وبقوله سلاماً ) الخ . أي ولو لم يقل على إبراهيم ، لما أحرقت النار أحداً ولما أوقدت . قوله : { فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَخْسَرِينَ } أي لأنهم خسروا السعي والنفقة ، فلم يحصلوا مرادهم ، ويحتمل أن المراد بالأخسرين الهالكون ، لأن الله سلط عليهم البعوض ، فأكلت لحومهم وشربت دماءهم ، ودخلت في رأس النمروذ بعوضة فأهلكته . قوله : ( ابن أخيه هاران ) أي الأصغر ، وكان له أخ ثالث اسمه ناخور ، والثلاثة أولاد آزر ، وأما هاران الأكبر فهو عم إبراهيم أبو سارة زوجته وقد آمنت به . قوله : ( من العراق ) أي وصحب معه لوطاً وسارة ، ونزل بحران فمكث بها ، ثم خرج منها حتى قدم مصر ، ثم خرج ورجع إلى الشام ، فنزل بالسبع من أرض فلسطين ، وترك لوطاً بالمؤتفكة ، فبعثه الله نبياً إلى أهلها وما قرب منها . قوله : ( بكثرة الأنهار والأشجار ) أشار بذلك إلى أن المراد بالبركة الدنيوية ، وعليه يحمل ما ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لكعب : ألا تتحول إلى المدينة فيها مهاجر رسول الله وقبره ؟ فقال كعب : إني وجدت في كتاب الله المنزل يا أمير المؤمنين ، إن الشام كنز الله من أرضه ، وبها كنزه من عباده ، وإلا فالمدينة ومكة أفضل من الشام باتفاق . قوله : ( بفلسطين ) بفتح الفاء وكسرها مع فتح اللام لا غير ، قرى بيت المقدس . قوله : ( ولوط بالمؤتفكة ) هي قرى قوم لوط ، رفعها جبريل وأسقطها مقلوبة بأمر الله . قوله : ( كما ذكر في الصافات ) أي في قوله : { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } [ الصافات : 100 ] . قوله : { نَافِلَةً } حال من يعقوب ، أي أعطى يعقوب لإبراهيم زيادة على مطلوبه . قوله : ( وولداه ) أي إسحاق ويعقوب . قوله : ( وإبدال الثانية ياء ) هو وجه من جملة خمسة أوجه ، تقدمت في سورة براءة . قوله : { يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } أي يدعون الناس بوحينا . قوله : { وَإِقَامَ ٱلصَّلاَة وَإِيتَآءَ ٱلزَّكَـاةِ } عطف خاص على عام ، لأن الصلاة أفضل العبادات البدنية ، والزكاة أفضل العبادات المالية . قوله : { وَكَانُواْ لَنَا عَابِدِينَ } تقديم الجار على المجرور يفيد الحصر ، أي كانوا لنا لا لغيرنا .