Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 79-79)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَفَهَّمْنَاهَا } أي فهمناه الصواب فيها . قوله : ( وحمكهما باجتهاد ) الخ ، أي ويجوز الخطأ على الأنبياء ، إذا لم يكن فيه مفسدة ، ولكن لا يبقيهم الله عليه لعصمتهم ، والمجتهد مأجور ، أخطأ أو أصاب ، لكن المصيب له أجران ، والمخطئ له أجر واحد . قوله : ( وقيل بوحي ) أي لكل منهما وهذا في شريعتهم ، وأما في شريعتنا فمذهب مالك ما أتلفته البهائم ليلاً ، وهي غير معروفة بالعداء ، ولم تربط ولم يغلق عليها فعلى ربها ، وإن زاد على قيمتها يقوم إن لم يبد صلاحه بين الرجاء والخوف ، وإن بدا صلاحه ضمن قيمته على البت ، وأما ما أتلفته نهاراً وهي غير عادية ، ولم يكن معها راع ، وسرحت بعيدة عن المزارع ، فلا ضمان على ربها ، وإن كان معها راع ، أو سرحها ربها قرب المزارع ، أو كانت عادية ، فعل ربها ليلاً أو نهاراً ، ومذهب أبي حنيفة ، لا ضمان فيما أتلفته البهائم ليلاً أو نهاراً ، إلا أن يكون معها سائق أو قائد ، ومذهب الشافعي فيه تفصيل فانظره ، ويمكن تخريج حكم داود على شريعتنا ، بأنه رأى أن قيمة الغنم مثل الحرث ، وصاحب الغنم مفلس ، فالحكم أنها تعطى لصاحب الحرث . قوله : { وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً } دفع بذلك ما يتوهم من قوله : { فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ } أن داود ناقص في العلم . قوله : { وَسَخَّرْنَا } أي ذللنا . قوله : { يُسَبِّحْنَ } حال من { ٱلْجِبَالَ } ، وقوله : { وَٱلطَّيْرَ } فيه قراءتان سبعيتان الرفع والنصب ، فالنصب إما على أنه مفعول معه ، أو معطوف على الجبال ، والرفع على أنه مبتدأ ، والخبر محذوف كما قدره المفسر بقوله : ( كذلك ) وقدم الجبال لكون تسبيحها أغرب وأعجب . قوله : ( لأمره به إذا وجد فترة ) أي فكأنه إذا وجد فترة ، أمر الجبال والطير فيسبحن . قوله : ( إن كان عجباً عندكم ) أي مستغرباً ، وقد اتفق في هذه الأمة لغير واحد منها ، كالسيد الدسوقي وأمثاله .