Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 80-82)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ } وسبب ذلك ، أنه مر به ملكان على صورة رجلين ، فقال أحدهما للأخر : نعم الرجل إلا أنه يأكل من بيت المال ، فسأل الله أن يرزقه من كسبه ، فألان الله له الحديد ، فكان يعمل منه الدروع بغير نار ، كأنه طين في يده . قوله : ( وهي الدرع ) أنث الضمير لكون درع الحديد تؤنث وتذكر ، وأما درع المرأة أي قميصها فهو مذكر . قوله : ( وهو أول من صنعها ) أي حلقاً بعضها داخل في بعض ، وقبل ذلك كانوا يصنعونها من صفائح متصل بعضها ببعض . قوله : { لَّكُمْ } أي يا أهل مكة . قوله : ( في جملة الناس ) دفع به ما يرد ، كيف تكون لأهل مكة ، مع أن صنع داود لم يكن في زمنهم ؟ فأفاد أنها نعمة اتصلت بمن بعده ، إلى أن كانوا من جملتهم . قوله : ( وبالفوقانية للبوس ) أي لأنه بمعنى الدرع وهي تؤنث . قوله : { وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ } عبر باللام إشارة إلى أن الله ملكه الريح ، وجعلها ممتثلة لأمره ، وعبر بمع في حق داود ، لأن الجبال والطير قد صاحباه في التسبيح واشتركا معه . قوله : ( أي شديدة الهبوب ) الخ ، لف ونشر مرتب . قوله : { تَجْرِي بِأَمْرِهِ } حال . قوله : { إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } أي لأنها مقره ، فكان ينتقل منها ويرجع إليها ، قال وهب : كان سليمان عليه الصلاة والسلام ، إذا خرج إلى مجلسه ، عكفت عليه الطيور ، وقام له الإنس والجن حيث يجلس على سريره ، وكان أمراً غازياً ، قلما كان يقعد عن الغزو ، ولا يسمع في ناحية من الأرض بملك إلا أتاه حتى يذله ، وقال مقاتل : نسجت الشياطين لسلمان بساطاً فرسخاً في فرسخ ذهباً في أبرسيم ، وكان يوضع له منبر من الذهب وسط البساط ، فيقعد عليه وحوله ثلاثة آلاف كرسي من ذهب وفضة ، يقعد الأنبياء على كراسي الذهب ، والعلماء على كراسي الفضة ، وحولهم الناس ، وحل والناس الجن والشياطين ، وتظله الطير بأجنحتها حتى لا يقع عليه شمس ، ويرفع ريح الصبا البساط مسيرة شهر من الصباح إلى الرواح ، وقال الحسن : لما شغلت نبي الله سليمان الخيل ، حتى فاتته صلاة العصر ، غضب لله فعقر الخيل ، فأبدله الله مكانها خيراً منها ، وأسرعت الريح تجري بأمره كيف يشاء ، فكان يغدو من إيليا فيقبل باصطخر ، ثم يروح منها فيكون رواحها ببابل ، وهكذا غدوها شهر ورواحها شهر ، حتى ملك الأرض مشرقاً ومغرباً ، ملك سلطنة وحكم ، وأما رسالته فكانت لبني إسرائيل . قوله : { وَمِنَ ٱلشَّيَاطِينِ } أي الكفار منهم . قوله : ( وغيره ) أي كالنورة والطاحون والقوارير والصابون ، فإن ذلك من استخراجاتهم . قوله : ( لأنهم كانوا إذا فرغوا من عمل ) الخ ، قيل إذا بعث شيطاناً مع إنسان ليعمل له عملاً قال : إذا فرغ من عمله قبل الليل ، فاشغله بعمل آخر ، لئلا يفسد ما عمله ويخرجه .