Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 87-92)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَذَا ٱلنُّونِ } لقب ليونس وجمعه أنوان ونينان ، وهو اسم للحوت كبيراً أو صغيراً . قوله : ( ابن متى ) اسم أبيه قبل اسم أمه . قوله : ( ويبدل منه ) أي بدل اشتمال . قوله : { مُغَاضِباً } ( لقومه ) أي لا لربه ، لأن خروجه باجتهاد منه حين وعدهم بالعذاب ، فلما لم ينزل بهم ظن أنه إن بقي بينهم قتلوه ، لأنهم كانوا يقتلون كل من ظهر عليه كذب . قوله : ( أي غضبان عليهم ) أشار بذلك إلى أن المفاعلة ليست على بابها . قوله : ( أي نقضي عليه بما قضينا ) أشار بذلك إلى أن معنى { أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ } نقضي عليه بما قضينا من القدر وهو القضاء ، والمعنى فظن أننا لا نؤاخذه بخروجه . قوله : ( أو نضيق عليه ) أي فمعنى نقدر نضيق كما في قوله تعالى : { ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ } [ القصص : 82 ] وقوله تعالى : { وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ } [ الطلاق : 7 ] لا من القدرة بمعنى الاستطاعة التي هي ضد العجز . قوله : ( ومن حبسه في بطن الحوت ) أي وكانت مدة مكثه ببطن الحوت أربعين يوماً ، أو سبعة أيام ، أو ثلاثة ، أو أربع ساعات ، وأوحى الله إلى ذلك الحوت ، لا تأكل له لحماً ، ولا تهشم له عظماً ، فإنه ليس رزقاً لك ، وإنما جعلتك سجناً له . وحاصل ذلك : أنه حين غاضب قومه ، لما لم ينزل بهم العذاب الذي توعدهم به ، خرج فركب سفينة ، فسارت قليلاً ثم وقفت في لجة البحر ، فقال الملاحون : هنا عبد آبق من سيده تظهره القرعة ، فضربوها فخرجت على يونس ، فألقوه في البحر ، فابتلعه الحوت وهو آت بما يلام عليه من ذهابه للبحر وركوبه إياه ، فدعا ربه فألقاه الحوت بالساحل ضعيفاً ، وكانت تأتيه غزالة صباحاً ومساءً ، فيشرب من لبنها حتى قوي ، فرجع إلى قومه فآمنوا به جميعاً ، قال تعالى : { وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُواْ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } [ الصافات : 147 - 148 ] . قوله : { أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ } { أَن } إما مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن وما بعدها خبرها . أو تفسيرية لتقدم جملة فيها معنى القول دون حروفه ، وهذا دعاء عظيم جداً ، لاشتماله على التهليل والتسبيح والإقرار بالذنب ، ولذا ورد في الحديث " ما من مكروب يدعو بهذا الدعاء إلى استجيب له " . قوله : { وَزَكَرِيَّآ } معمول لمحذوف قدره بقوله : ( اذكر ) . قوله : ( أي بلا ولد يرثني ) أي في العلم والنبوة . قوله : ( بعد عقمها ) المراد به انسداد الرحم عن الولادة . قوله : { إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ } علة لمحذوف ، أي قالوا ما قالوا لأنهم الخ . قوله : { رَغَباً وَرَهَباً } إما منصوبان على المفعول من أجله ، أو على أنهما واقعان موقع الحال ، أي راغبين راهبين . قوله : { ٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } صفة لموصوف محذوف معمول لمحذوف قدر ذلك لفسر بقوله : ( واذكر مريم ) . قوله : ( من أن ينال ) أي يصل إليه أحد بحلال أو حرام . إن قلت : المزية ظاهرة في حفظه من الحرام ، وأما الحلال فكيف تمدح على التعفف عنه ؟ أجيب بأن الترهيب كان مشروعاً لهم ، أو لتكون ولادتها خارقة للعادة . قوله : ( حيث نفخ في جيب درعها ) أي أمرناه ففعل ذلك ، أو المراد نفخنا فيها بعض الأرواح المخلوقة لنا ، وهي روح عيسى . قوله : { آيَةً لِّلْعَالَمِينَ } لم يقل آيتين ، لأن كلاً من مريم وابنها بانضمامه للآخر صار آية واحدة ، أو فيه الحذف من الأول لدلالة الثاني عليه . قوله : { إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ } أشار المفسر إلى أن اسم الإشارة يعود على ( ملة الإسلام ) والأمة في الأصل الجماعة ، ثم أطلقت على الملة لأنها تستلزم الاجتماع . والمعنى أن ملة الإسلام ملتكم لا اختلاف فيها من لدن آدم إلى محمد ، فلا تغيير ولا تبديل في أصول الدين ، وإنما التغاير في الفروع ، فمن غير وبدل في الملة ، فهو خارج عنها ضال مضل . وحكمة ذكر هذه الآية عقب القصص ، دفع ما يتوهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بقعائد تخالف عقائد من قبله من الرسل . قوله : ( حال لازمة ) أي من أمة ، وقيل بدل من { هَـٰذِهِ } ، ويكون قد فصل بين البدل والمبدل منه بخبر أن نحو إن زيداً قائم أخاك ، و { أُمَّتُكُمْ } بالرفع خبر { إِنَّ } وقرئ شذوذاً بالنصب على أنه بدل من هذه أو عطف بيان . قوله : { فَٱعْبُدُونِ } إن كان الخطاب للمؤمنين ، فمعناه دوموا على العبادة ، وإن كان الخطاب للكفار ، فمعناه إنشاء العبادة والتوحيد .