Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 11-14)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ } نزلت في المنافقين وأعراب البوادي ، كان أحدهم إذا قدم المدينة ، فصح فيها جسمه ، ونتجت بها فرسه مهراً ، وولدت امرأته غلاماً ، وكثر ماله ، قال : هذا دين حسن ، وقد أصبت فيه خيراً واطمأن له ، وإن أصابه مرض ، وولدت امرأته جارية ، ولم تلد فرسه ، وقل ماله ، قال : ما أصبت منذ دخلت في هذا الدين إلا شراً ، فينقلب عن دينه ، وقوله : ( على حرف ) حال من فاعل يعبد أي متزلزلاً ، وقد صار مثلاً ، لكل من كان عنده شك في شيء . قوله : ( أي شك في عبادته ) أي ضعف يقين فيها . قوله : ( شبه بالحال على حرف جبل في عدم ثباته ) أشار بذلك إلى أن في الآية استعارة تمثيلية ، حيث شبه حال من دخل الإسلام من غير اعتقاد وصحة قصد ، بحال الجالس على طرف جبل ، تحته مهاوي بجامع التزلزل وعدم الثبات في كلّ ؟ قوله : { ٱطْمَأَنَّ بِهِ } أي رضي به وسكن إليه . قوله : { فِتْنَةٌ } المراد بها هنا ، كل مكروه للطبع وثقيل على النفس ، ولم يقل وإن أصابه شر ليقع في مقابلة الخير ، لأن ما ينفر عنه الطبع ليس شراً في نفسه ، بل قد يكون خيراً ، إذا حصل معه الرضا والتسليم . قوله : { ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ } أي ارتد للحالة التي كان عليها أولاً ، من الكفر والاعتراض على الله تعالى . قوله : ( بفوات ما أمله ) أي وهو كثرة ماله واجتماعه بأحبائه . قوله : { ذٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ } أي الذي لا خسران مثله ، لفوات حظه في الدنيا والآخرة . قوله : ( من الصنم ) لا مفهوم له ، بل مثله كل مخلوق ، والحاصل أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فهذه الآية تقال أيضاً لمن التجأ للمخلوق ، وترك الخالق معتمداً على ذلك المخلوق ، وأما الالتجاء للمخلوق ، من حيث إنه مهبط الرحمات ، كمواصلة آل البيت والأولياء والصالحين فهو مطلوب ، وهو في الحقيقة التجاء للخالق ، يقرب ذلك أن الله تعالى أمرنا بالجلوس في المساجد ، والطواف بالبيت ، وقيام ليلة القدر ونحوها ، وما ذاك إلا للتعرض للرحمة النازلة في تلك الأماكن والأزمان ، فلا فرق بين الأشخاص وغيرها ، فهم مهبط الرحمات لا منشؤها تأمل . قوله : ( اللام زائدة ) أي ومن مفعول يدعو ، و { يَضُرُّهُ } مبتدأ ، و { أَقْرَبُ } خبره ، والجملة صلة { مِن } إن قلت : إنه أثبت الضر والنفع هنا ، ونفاهما فيما تقدم ، فقد حصل التعارض والتناقض . أجيب : بأن النفي باعتبار ما في نفس الأمر ، والإثبات باعتبار زعمهم الباطل . قوله : ( هو ) قدره إشارة إلى أن المخصوص بالذم محذوف . قوله : ( وعقب ذكر الشاك بالخسران ) الجار والمجرور حال من ( الشاك ) والباء للملابسة ، وقوله : ( بذكر المؤمنين ) متعلق بعقب ، والمعنى لما ذكر الشاك في الدين حال كونه ملتبساً بالخسران ، ذكر عقبه المؤمنين ، وما أعد لهم من الثواب الجزيل . قوله : ( من الفروض ) أي وهي ما أمر بها المكلف أمراً جازماً ، يترتب على فعلها الثواب وعلى تركها العقاب ، وقوله : ( والنوافل ) هي ما أمر بها الشخص أمراً غير جازم ، يترتب على فعلها الثواب ، وليس في تركها عقاب . قوله : { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } أي من تحت قصورها . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } أي فلا معقب لحكمه ، ولا يسأل عما يفعل .