Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 9-10)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ثَانِيَ عِطْفِهِ } أي لاوي جنبه ، والمراد منه الإعراض عن الحقن لأن شأن من أعرض عن شيء لوى جنبه عنه ، فشبه عدم التمسك بالحق بليّ الجانب ، واستعير اسم المشبه به لمشبه بجامع الإعراض في كل على طريق الاستعارة التصريحية الأصيلة ، والعامة على كسر العين وهو الجانب ، وقرئ شذوذاً بفتحها ، وهو مصدر بمعنى التعطف ، كأنه قال : تاراكاً تعطفه في رحمته وتمسك بالقسوة . قوله : ( أي لاوي عنقه ) الأوضح أن يقول جنبه ، لأن العطف بالكسر الجانب ، إلا أن يقال : يلزم من ليّ الجانب ليّ العنق . قوله : { لِيُضِلَّ } متعلق بيجادل ، وقوله : ( بفتح الياء ) أي فهو فعل لازم ، والمعنى ليحصل له الضلال في نفسه ، وقوله : ( وضمها ) أي فهو متعد ، والمعنى ليوقع غيره في الضلال . وهما قراءتان سبعيتان ، واللام للعاقبة والصيرورة . قوله : ( عذاب ) في بعض النسخ زيادة ثقيل ، ومعناه عظم متكرر ، وأخذ ذلك من التنوين على حد : أشر هو ذا ناب . قوله : { عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } من إضافة الموصوف لصفته ، أي العذاب المحرق أو الحريق ، طبقة من طباق جنهم . قوله : ( ويقال له ) أي من قبل الله على ألسنة ملائكة العذاب . قوله : { ذٰلِكَ } أي ما ذكر من الخزي وعذاب الحريق . قوله : ( عبر عنه بهما ) الخ ، جواب عما يقال : لم خص اليدين بالذكرك ، مع أن الفاعل هو الشخص ذاته ؟ قوله : ( تزول ) أي تعالج . قوله : { وَأَنَّ ٱللَّهَ } عطف على { قَدَّمَتْ } . قوله : ( أي بذي ظلم ) أي فظلام صيغة نسبة كثمار ونجار ، ودفع بذلك ما يقال : إن نفي الكثير يستدعي ثبوت أصل الظلم مع أنه مستحيل ، لأن الظلم التصرف في ملك الغير بغير إذنه ، ولا ملك لأحد معه ، لأن حكمه في ملكه دائر بين الفضل والعدل ، فلا يسأل عما يفعل وحينئذ فلا يليق من الشخص الاعتراض على أحكام الله تعالى ، وإنما يرضى ويسلم ، ليفوز بسعادة الدنيا والآخرة . قوله : ( فيعذبهم بغير ذنب ) أي وسماه ظلماً ، لأنه وعد الطائع بالجنة ، ووعده لا يتخلف ، لكن لو فرض لم يكن ظلماً .